أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن انزعاجه تجاه مواضيع حرية الإعلام في تركيا، وذلك في إطار إجابته على الأسئلة الموجهة إليه في المؤتمر الصحفي، ولا شك أنّ تصريحات الرئيس الأمريكي ليست مفاجئة، لكن المفاجئ في الأمر، هو تأكيد أوباما على أنه نقل تحفظاته هذه إلى أردوغان خلال اللقاءات الثنائية.
ومن حُسن الحظ، أجاب أردوغان على ذلك، مؤكدا أنّ هذا الموضوع لم يكن على أجندة اللقاءات الثنائية أبدا، مشيرا لو تحدثنا في هذا الموضوع لكان اردوغان يملك إجابات جاهزة، فإذا كنتم تتحدثون عن حرية الصحافة في تركيا، فاذهبوا واقرؤوا الصحف والجرائد التي تتحدث عن رئيس الجمهورية بأنه “لص” و”قاتل”، فلو لم يكن هناك حرية صحافة، هل كان بإمكانهم نشر ذلك بالعناوين العريضة على واجهة الصحف؟
لا شك أنّ هذه التفاصيل موضع نقاش، والشكاوي بخصوص حرية الصحافة كانت ولا تزال، لكن المشكلة هنا هو ادعاء الرئيس الأمريكي بأنهم تناولوا الموضوع خلال الجلسة التي استمرت 50 دقيقة، وهم في حقيقة الأمر لم يتحدثوا عنه أبدا.
وبذلك ستتأثر هيبة الرئيس الأمريكي بصورة إضافية، بعد فقدانه لها بسبب سياسته الخارجية، وبدا واضحا بأنه لم يستطع الحديث عن هذا الموضوع وجها لوجه أمام أردوغان، وحديثه أمام الإعلام بأنهم تناولوا هذا الموضوع خلال اللقاءات الثنائية، يثبت ضعف الرجل السياسي.
لو أنّ أوباما كان يؤمن حقا بوجود مشاكل في حرية الصحافة في تركيا، لتحدث عن ذلك لأردوغان بكل ود، لكن هذا يدل على عدم اقتناع الإدارة الأمريكية بتلك الافتراءات، ولا شك أنّ مرور جولة أردوغان بأفضل صورة ممكنة في الولايات المتحدة الأمريكية أزعج العديد من الأطراف التي كانت تنشر اشاعات بأنّ أوباما لن يستقبل أردوغان، محاولين بذلك النيل من هيبة أردوغان، ولذلك عندما لا يستطيع الرئيس الأمريكي أنْ يبدي “انزعاجه” تجاه موضوع حرية الصحافة سوى من خلال المؤتمر الصحفي، فهذا دليل على فشل وإحباط لتلك الأطراف.
الإعلام الغربي لم يجد شيء ليتمسك به في جولة اردوغان، سوى ما صرّح به الرئيس الأمريكي في المؤتمر الصحفي، ولم يتحدثوا ابدا عن تهم سابقة مثل “الدكتاتورية” و”خطر التشدد”، وغيرها من المفاهيم والادعاءات السابقة، وسيفهم اليوم أصبح “حرية الصحافة”، وعندما يفشلون مجددا في الحصول على أي نتائج، سيخترعون مفهوما آخرا لمهاجمة تركيا.
ترك برس