بعد زيارة رسمية من العماد علي أيوب، رئيس أركان جيش النظام السوري ، والتي قام بها إلى مقره في اللاذقية بتاريخ الخامس من الجاري، قام ما يُعرف بـ”المجاهد” محمد جابر، قائد ميليشيا صقور الصحراء التابعة لجيش الأسد والممولة من الحرس الثوري الإيراني ، مباشرة، والذي يشرف على تدريبها ضباط إيرانيون ويمدّونها بمقاتلين من جنسيات مختلفة، باستقبال دفعة جديدة من المجندين المرتزقة للقتال لصالح الأسد، في منطقة اللاذقية، وسط شعارات طائفية تحريضية واضحة كما يظهر في الفيديو الذي نشرته الصفحة الرسمية لـ”صقور الصحراء” بتاريخ 22 من الجاري.
ويظهر الفيديو مجموعة كبيرة من تلك الميليشيا التي تعمل وفق شعارات مستمدة من ميليشيا حزب الله اللبناني المتطرف المصنّف إرهابياً، ومستمدة مما يصدّره الحرس الثوري الإيراني من شعارات طائفية ومذهبية تحرّض على بقية الشعب السوري .
كما أنه خاطبهم بصفتهم “مجاهدين” لأن كل “مؤمن” يقاتل دفاعا عن وطنه “اسمه مجاهد” تبعا لما ذكره لدى خطبته فيهم وسط ترحيب حماسي من المرتزقة وإطلاقهم الشعارات الفتنوية الطائفية.
علماً أن ما يعرف بصقور الصحراء التي زارها رئيس هيئة أركان الأسد للتأكيد على تبعيتها لجيش النظام وعملها بإشرافه، تقر، رسميا، أنها تعمل تحت راية “الجيش السوري” وتؤكد في بيانات متلاحقة، ومنذ أشهر، أن “صقور الصحراء” تعمل “تحت راية الجيش العربي السوري وشعارنا هو (وطن شرف إخلاص)” وهو الشعار الرسمي السابق للجيش السوري.
وهو ما ورد في بيانات تلك الميليشيات الطائفية بإمضاء زعيمها محمد جابر، والتي تحرض على عموم الشعب السوري وتقتله بعد إطلاق شعارات فتنة من هذا النوع، وتحت رعاية رسمية من رئاسة أركان جيش الأسد.
ويظهر “المُجاهد” محمد جابر في الفيديو وهو يغري المجندين المرتزقة الجدد الذين لم يعرف المكان الذي أتوا منه، إلا أنه يرحب بهم بهذه الطريقة: “أهلا وسهلا بكم في لاذقية العرب”. ثم يردفها بكلمتين للترحيب والضيافة: “بلدكم ومدينتكم”.
ويبدأ جابر بالتحدث للميليشيات الوافدة عن أنه سيوفر لهم “الطعام اليومي” و”اللباس الكامل” ثم يتم اقتطاع جزء من هذه النقطة، ليستكمل الفيديو في نقطة أخرى.
ولفت في هذا السياق، وبالإضافة إلى استخدام الشعارات الطائفية لميليشيا تعمل برعاية مباشرة من رئاسة أركان جيش الأسد، تعديل لغة التدريب العسكري المترافق مع تلبية الأوامر العسكرية الروتينية الشهيرة.
فمثلاً، وعندما يقوم القائد العسكري الميداني بأمر ميليشياته بإسبال الأيدي، عبر أمر “أسبِل” أي أنزال اليد إلى الأسفل، فإن المرتزقة الطائفيين الجدد، يلبّون أمر الإسبال مترافقا مع هتافاتهم الطائفية.
يشار إلى أن المدعو محمد جابر، سبق وأثار حفيظة أنصار الأسد، بعد الإشارة إليه بلقب “القائد” نظرا للدعم الكبير الذي تلقاه من الحرس الثوري الإيراني، ماليا وعسكريا ومرتزقة، مما جعله يكتسب لقب القائد ويثير حفيظة أنصار الأسد الذين هاجموه علناً مطالبين بأن يكون القائد هو الأسد وحده، مما دفعه إلى التخلي عن هذا اللقب، في بيان شهير، أكد فيه أنه جندي في جيش الأسد ولا يعمل إلا تحت راية الجيش وتوجيهاته.
العربية نت