مع دخول الحرب في سوريا عامها السادس يستمر الوضع الإنساني في الانهيار، ما بين حصار وتجويع وبراميل متفجرة، تعددت الأسباب والمصير واحد.
وفي هذا الصدد نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرًا عن بلدة داريا والتي تسيطر عليها المعارضة وتُمثل معاناة مدن كثيرة منذ بدأ الحرب.
وهي البلدة المحاصرة منذ عام 2012، وكانت الأمم المتحدة عن طريق برنامج الغذاء العالمي قد استطاعت إدخال أول قافلة مساعدات للبلدة منذ حصارها المستمر من أربعة أعوام على التوالي وقطع كل الطرق المؤدية إلى المدينة، إلا أن الفرحة بين أهل البلدة لم تستمر حيث ترددت أنباء من داخل داريا بأن النظام قام بقصف المدينة مما زاد من صعوبة عملية توزيع المساعدات غير أن المساعدات المقدمة لم تكفي نصف السكان المحاصرين.
ووفقًا لأحد أعضاء المجلس المحلي لدرايا فإن أهالي البلدة المحاصرة لم يخرجوا لاستلام المساعدات خوفًا من استهداف غارات النظام الجوية لهم، وأضاف في اتصال هاتفي مع نيويورك تايمز وفي الخلفية أصوات الانفجارات، أن النظام قام بإسقاط البراميل المتفجرة على المدينة.
هذه الحملة جاءت برعاية الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري وكان قد تم تأجيلها عدة مرات مما أدى إلى إحباط المتبرعين للمساعدات للمحاصرين في منطقة الصراع السوري.
ضغوط دولية
وتحت ضغوطات دولية سمح بشار الأسد الرئيس السوري وحلفاؤه من الروس للهيئات الدولية بإدخال المساعدات للمناطق المحاصرة، ولكنه قام بعرقلتها بالإجراءات الروتينية، بحسب الصحيفة.
ووفقًا للتقرير فإن بشار الأسد لم يتوان لحظة عن مهاجمة وقصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة مما جعل عمل فرق الإنقاذ وعمال المساعدة مستحيلًا، ولم يتوقف عند القصف فمنذ فترة قليلة قال في إحدى تصريحاته إنه لن يترك أي شبر من سوريا تحت سيطرة غير سيطرته.
وكانت الأمم المتحدة قد مارست ضغطا على الحكومة السورية من أجل توصيل المساعدات لـ19 منطقة محاصرة من قِبل النظام تقع تحت سيطرة المعارضة حيث يعيش الآلاف من البشر بكميات قليلة أو تكاد تكون معدومة من الطعام والأدوية.
بالإضافة إلى محاولة إيصال المساعدات إلى داريا، قامت الأمم المتحدة بالتعاون مع مصر بإيصال المساعدات إلى مدينة دوما المحاصرة أيضًا، فيما يبدو إنها محاولة من سوريا لتحسين العلاقات مع مصر، المساعدات جاء معظمها من رجال أعمال سوريين مغتربين.
وأكد محمد ثروت، القائم بأعمال السفارة المصرية في دمشق إنه تم تسليم شحنات شملت المواد الغذائية ل40 عائلة المتبرع بها من قبل رجال الأعمال المغتربين. وقال “نحن نخطط لإرسال أكثر في المستقبل”، في اتصال هاتفي مع نيويورك تايمز.
وقال برنامج الغذاء العالمي إنه قدم حتى الآن مساعدات لأكثر من 1.4 مليون سوري في الأيام القليلة الأولى من شهر يونيو. ولكن هذا أبعد ما يكون عن هدفها المتمثل في الوصول إلى أربعة ملايين شخص.
وقالت الوكالة في بيان إن قافلة داريا شملت السلال الغذائية مع مواد غذائية تكفي – الأرز والعدس والحمص والفول والبرغل والزيت والملح والسكر – لإطعام 2400 شخص لمدة شهر، بالإضافة إلى تسليم قافلة أكياس من الدقيق كافية لإطعام 4000 شخص لمدة شهر.
قال مسؤولون بالأمم المتحدة إن العملية بدأت في وقت متأخر يوم الخميس واستمرت حتى الساعة 03:00 يوم الجمعة عندما غادرت القافلة.
إنجاز لا يصدق هكذا تحدث يانس لاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة لتنسيق السؤون الإنسانية على حسابه على موقع التواصل الإجتماعي تويتر.
وكان السيد العبار عضو المجلس المحلي لمدينة داريا قد رحب بالإمدادات، وقال أن هناك 8000 شخص يعيشون في داريا، لذلك سيكون من الضروري تقسيم الإمدادات عندما يصبح الوضع آمنًا لاستردادها. وأضاف أن “سلال الغذاء لا تغطي عدد صحيح”، قال. “إن كل شخص لا يحصل على سلة واحدة كاملة.”
وكانت المساعدات دون قيود أحد الشروط في بيان أصدره فريق دعم سوريا الدولي الشهر الماضي، يتكون هذا الفريق من 17 دولة تقوده الولايات المتحدة وروسيا بهدف الوصول لتسوية للحرب في سوريا.
مركز الشرق العربي