رأت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أنه في الوقت الذي تدفع فيه روسيا والولايات المتحدة إلى إجراء محادثات سلام بين الأطراف المتحاربة في سوريا، فإنهما تتنافسان لكسب موقف قوي على الأرض في البلاد التي مزقتها الحروب.
وذكرت الصحيفة -في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة- أن الجيش الروسي يوسع نطاق وجوده في سوريا ويقوم بتنفيذ عمليات في مطار بمحافظة الحسكة شمال شرق البلاد، وهي محافظة كردية في الغالب ينتمي أغلب من هناك إلى الأكراد.. فيما تكثف الولايات المتحدة مساعداتها للميليشيات الكردية، في محافظة مجاورة، وفقًا لما قاله سكان محليون، حتى أنها قامت بالاستيلاء على مطار زراعي صغير؛ الأمر الذي دحضته وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون“.
ويقول بعض من المقاتلين السوريين إن روسيا تمكنت من الوصول إلى القبائل السنية، وعرضت عليهم المساعدة في محاربة تنظيم داعش الإرهابي شرق البلاد بعد فشل جهود أمريكية مماثلة.
وأضافت أن يعمل دبلوماسيون من روسيا والولايات المتحدة على جلب الحكومة السورية ومعارضيها المحليين إلى محادثات السلام الأسبوع المقبل، ألا أن موسكو وواشنطن تتنافسان لاكتساب مزيد من النفوذ على الأرض في سوريا في معركة ستستمر -بغض النظر عن أي اتفاق للسلام، ألا وهي “مكافحة داعش“.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه على ما يبدو أن الدولتين العظميين يفترضان بأن جهود السلام ستفشل ويجتهدان استعدادًا للمرحلة المقبلة من الحرب، لافتة إلى أن جهودهما المنفصلة التنافسية الجديدة ضد “داعش” هي جزء من معركة موازية حول من سيقود المعركة ضد التنظيم الإرهابي سعيًا وراء أن يُنسب فضل هزيمته إلى أحدهما.
وأفادت بأنه لطالما أعرب القادة الغربيون منذ فترة طويلة عن أملهم في أن يأتي اليوم الذي يتحد فيه “الحكومة السورية والمقاتلون المعارضون ومؤيدوهم الدوليون” لدحر “داعش”، بيد أن هذا الاحتمال يبدو بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى بسبب خلاف إستراتيجي جوهري بين القادة الأمريكيين والروس، موضحة أن موسكو تتحالف مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وترى أنه لا يمكن فصل المعارضة عن “داعش”، فيما تعتبر واشنطن حكومة الأسد وحملتها ضد المعارضين هي السبب الرئيسي وراء صعود “داعش“.
واستدركت قائلة إنه مع ذلك يبدو أن موسكو وواشنطن تتنافسان على نفس الحلفاء.
ترجمة – البوابة