نوفمبر الدامي يعود بذكريات مجازر أليمة عاشتها مدينة البوكمال شرقي سوريا

ذكريات لا تمحوها الأيام، ولحظات حفرت في مخيلة أبناء البوكمال شرقي دير الزور حيث هوجموا وقتلوا

بحجة محاربة تنظيم “داعش”، إلا أن الضربات كانت تستهدفهم بشكل مباشر، وفي النهاية قتل المدنيون و”داعش” بخير.

صبيحة الخامس من تشرين الثاني 2015 هزت تفجيرات عنيفة مدينة البوكمال، استفاق أبناؤها على أصوات

القصف ورائحة البارود، وبسرعة شبح الموت خيَّم على المدينة والضحايا فاقت أعدادهم الثلاثين.

قصفت الطائرات الحربية السورية بغارة جوية وسط المدينة حيث يتجمع الناس هناك مقابل حديقة الشهداء،

وبعد دقائق انقض الطيار مرة أخرى وقصف مدرسة القادسية القريبة من الاستهداف الأول بغارة أخرى.

بحسب شبكات محلية، نجم عن القصف مقتل 38 مدنياً خمسة منهم مجهولي الهوية، عدا عن عشر جثث

متفحمة بالكامل لم يتم التعرف على هوياتهم، أما الإصابات ففاقت الـ 70 إصابة.

تنظيم “داعش” أخفى ثمانية من الجثث المتفحمة داخل أحد الأقبية، وأكد ناشطون أن عناصرهم لم يصابوا بأذى،

وأن معظم القتلى والجرحى من المدنيين، والجرحى ازدادت معاناتهم مع قلة النقاط الطبية ونقص الكوادر.

مرة أخرى وبحجة محاربة تنظيم “داعش” تنزف مدينة البوكمال العشرات من أبنائها بعد غارات جوية

ليلية نفذتها الطائرات الحربية الروسية -وهناك من قال إنها طائرات عراقية – استهدفت بغارات

الشارع الرئيسي أو شارع جامع عمر في المدينة.

بحسب موقع “دير الزور 24” استشهد ما لا يقل عن 84 مدنياً وأصيب العشرات بجراح نتيجة القصف الروسي

الليلي على الشارع العام في مدينة البوكمال في 15 تشرين الثاني 2015، ومعظم الضحايا كانوا من النساء والأطفال، ومرة أخرى لا ضحايا من “داعش” جراء القصف.

استهداف السوق

استخدم الطيار التكتيك ذاته في استهداف السوق الرئيسي في مدينة البوكمال، فبعد غارة جوية أدت

لعدة إصابات تجمع المدنيون لإنقاذ الجرحى ليعاود الطيار باستهداف المنطقة بغارة جديدة أوقعت العشرات من القتلى.

ونظراً لسوء الخدمات الطبية ونقص الكوادر في المدينة ارتفعت أعداد الضحايا من 30 إلى 84 قتيلاً

حيث قضى العديد من المصابين ممن لم يجدوا منقذاً لهم.

والموت مجدداً يغطي سماء البوكمال، يؤدي القصف لدمار كبير في حي الطويبية حيث تدمرت

خمسة منازل بشكل كامل إلى جانب 15 محل تجاري وصناعي واحتراق عشرات السيارات.

إبراهيم الخطيب