تتوالى التقارير والأدلة التي تدين نظام الأسد الذي أوغل في دم السوريين وارتكب أشنع الجرائم بحق الشعب.
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة
نقلت وكالات إعلامٍ دوليةٌ أن رئيس اللجنة المستقلة من أجل العدالة الدولية والمحاسبة ستيفن راب، صرح عبر لقاءٍ مُتلفزٍ بثته شبكة CBS يوم أمسٍ الأحد، أن الأدلة التي جمعتها اللجنة والتي تدين نظام بشار الأسد وتثبت مسؤوليته عن جرائم الحرب أكثر من تلك التي توفرت في محاكمة قادة النازية أو محاكمة الزعيم اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش.
تعتبر محاكمات نورنبيرغ التي امتدت على نحو عام وأعقبت الحرب العالمية الثانية، من أشهر المحاكمات في تاريخنا المعاصر، ل200 قياديٍّ نازيّ، وقد عقدت أولى جلساتها في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، عام 1945 حتّى 1 تشرين الأول/أكتوبر 1946.
وذكر رئيس اللجنة المستقلة توفّر أكثر من 900 ألف وثيقةٍ سُرّبت من سوريا، قامت اللجنة بتوثيقها تبين أن الأوامر بارتكاب تلك الجرائم جاء بعضها مباشرةً من رأس النظام بشار الأسد، فيما حملت بعض الوثائق توقيعه.
تتقصّى اللجنة المستقلة من أجل العدالة الدولية والمحاسبة، “وهي منظمة غير حكومية مؤلفة من خبراء ومختصين ومقرها في هولندا”، جرائم الحرب المرتكبة في سوريا.
كما أوضح راب أن من بين الجرائم “التعذيب وقتل مدنيين سوريين بالأسلحة الكيميائية” في مناطق سيطرة المعارضة، بالإضافة إلى جرائم الاغتصاب والتعذيب وتشويه الجثث.
الجدير بالذكر أن أن الحرب في سوريا خلّفت خلال نحو عقدٍ من الزمن، مايزيد عن 387 ألف شخصٍ، ونزوح أكثر من نصف سكان سوريا منهم 6.7 مليون نازحٍ و 6.6 مليون لاجئٍ.
ارتكب النظام بحق الشعب السوري أفظع المجازر كان أبرزها تلك التي وقعت بالأسلحة الكيماوية، لاسيما مجزرة الغوطتين، التي تعدّ من أسوأ المجازر في تاريخنا الحديث، في تخطٍّ لكافة القوانين الدولية.
ساهمت تسريبات قيصر التي بلغت 55 ألف صورةٍ، في كشف النقاب عن جرائم مروعةٍ يعجز عقلٌ عن تخيل بشاعتها، تظهر الوحشية والانتهاكات في السجون السورية بين العامين 2011 و2013. وقيصر اسم مستعار لمصوّر سابق في الشرطة العسكرية السورية انشقّ عن النظام عام 2013.
وخلال عقد من عمر الثورة السورية تحرك القضاء في أوروبا أمام تجاوزات وثقتها منظمات غير حكومية أو كشفتها شهادات ناجين لجؤوا إلى دول أوروبا، ارتكبت على يد الأجهزة الأمنية للنظام ورموزه.
رغم توفر مئات الأدلة حول انتهاكاتٍ جسيمةٍ لحقوق الإنسان وجرائم حرب طالت الشعب السوري، لايزال الجناة في مقدمتهم النظام الأسد، طلقاء دونما حساب في عجزٍ وتقاعسٍ مخزٍ للمجتمع الدولي عن محاسبتهم، إلا أن محاكمة الأسد ونظامه في المحكمة الجنائية الدولية سيبقى مطلباً لا تنازل عنه للشعب السوري.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع