أعلن 13 شاباً من الناشطين وبعض من عناصر الجيش الحر في ريف حمص الشمالي عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي عن بدء إضرابهم عن الطعام بتاريخ 10 “مايو” 2016م، وقد قام الناشطون بتوجيه دعوة لمشاركتهم وتضامنهم مع مصاب أهالي حي الوعر في مدينة حمص قبل وقوع الكارثة الإنسانية بحقهم، تحت مسمى “إضراب الكرامة” الذي اندرج تحت حملة #أنقذوا_الوعر التي أطلقها نشطاء حمص في الداخل والخارج لإنقاذ المدنيين المتواجدين داخل حي الوعر قبل أن يحدث يصيبهم ما قد أصاب أطفال وأهالي مضايا.
“طارق بدرخان” ناشط من حمص ومنظم للإضراب تحدث لـ”العربية نت” عن هذا الاضراب الذي جاء بعد شعوره بجوع أهالي حي الوعر هذا الجوع الذي عاش تجربته سابقاً في حمص القديمة لمدة عامين، وقال “نعلم معنى الجوع ومعنى معاناة الأطفال والنساء وبكائهم بسبب الجوع ونحن نراقبهم من بعيدٍ عاجزين”.
وأضاف “طارق” كنا نراهم يموتون أمام أعيننا ببطء ولا نستطيع فعل شيء لهم رغم عددهم القليل آنذاك، أما الآن فحي الوعر الذي يضم نحو 100000 مدني من نساء وأطفال، ونعلم حجم معاناة من في داخله ونشعر بهم، وما نقوم به اليوم من إضراب عن الطعام لأجلهم نعتبره أقل عملٍ قد يوصل صوتهم لمن أراد سماعه.
كما تحدث “أحمد أبو لؤي” أحد الناشطين المشاركين بالإضراب لـ”العربية.نت” عن الاضراب الذي جاء استنكاراً لسياسة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية، بعد صمتهم عن حصار حي الوعر الذي قد سبق وأعطوا تعهدات من قبل “السيدة خولة مطر والسيد يعقوب الحلو” بفتح هذه المناطق والمطالبة بالالتزام بالاتفاقيات الانسانية وفتح المعابر بشكل دائم وإذا لم يتم هذا الأمر سنوجه دعواتٍ لجميع النشطاء السوريين في الداخل والخارج لمشاركتنا هذا الإضراب والاعتصام أمام السفارات وخروج المظاهرات.
ووقد ختم “أبو لؤي” حديثه بأن حي الوعر اليوم مهدد بوقوع كارثة انسانية نتيجة فرض حصار خانق من قوات النظام عليه وبإضرابنا هذا نطالب بكسر الحصار عنه وفتح المعابر الانسانية لـ 100 ألف مدني محاصر واضرابنا مفتوح حتى تنفيذ مطالبنا كما ونحمل مسؤولية سلامة الناشطين الذين قد أضربوا عن الطعام للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
“محمد السباعي” ناشط من مركز حمص الإعلامي داخل حي الوعر تحدث لـ”العربية.نت” عن قساوة الحياة داخل الحي الذي أصبح فيه الجوع سيد الموقف، فبعد منع إدخال مادة الخبز لحي الوعر بدأت الناس تطحن الأرز والبرغل والحمص وجميع أنواع البقوليات، من أجل الحصول على الخبز الأمر الذي أدى لاستنفاذ كامل مخزون المنازل من المواد الغذائية.
وأضاف “السباعي” أطلقنا حملة #أنقذوا_الوعر كي يصل صوتنا وصوت المدنيين المتواجدين داخل حي الوعر، وقد شاركنا في حملتنا ناشطين في ريف حمص الشمالي، وسنتابعها رغم ألمنا وجوعنا، عسى أن تلقى أصواتنا مسامع عند المنظمات الإنسانية والأممية.
هذا ويعيش حي الوعر موته السريري منتظراً حصول الكارثة الإنسانية التي تهدده أمام مراقبة ومتابعة من قبل دول العالم ومنظماته الإنسانية التي تعمل لأجل حقوق الإنسان وكرامته.
وينهج النشطاء السوريين نهجا قد بدأه الفلسطينيون ضد عدوهم الإسرائيلي، كـ”سامر العيساوي” صاحب أطول إضراب عن الطعام والذي استمر لمدة 227 يوما، حتى تحققت مطالبه وأطلق سراحه واليوم إضراب الناشطين في حمص مستمر حتى استجابة مطالبهم، وفتح النظام الطرق الإنسانية أمام الطعام والغذاء لمن يعتبرهم شعبه في المحافل الدولية ويحرمهم من لقمة عيشهم باتباع سياسة تجويعٍ لم تسبقه إليها إلا روسيا سند النظام ومساعده القوي.
العربية نت