الأناضول
قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنّ الأطراف الدولية بعيدة كل البعد حالياً عن التوصل إلى اتفاق مع روسيا حول وقف الأزمة السورية.
جاءت تصريحات ميركل هذه في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في برلين، عقب القمة الثلاثية التي جمعت الإثنين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للنظر في الأزمة السورية، وذلك بعد اختتام قمة (رباعية نورمانديا) التي ضمت كل من ميركل وأولاند وبوتين والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، بغية مناقشة الأزمة الأوكرانية.
ودعت ميركل لتحويل وقف إطلاق النار المؤقت في سوريا إلى فرصة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي حلب المحاصرين.
وأفادت أنّ القمة الثلاثية لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق حول الأزمة السورية، واكتفت بقرار يحضّ وزراء خارجية الدول المعنية بالأزمة على بذل المزيد من الجهد لإيجاد حل للأزمة في سوريا.
وأكّدت ميركل أنّ الحديث الذي دار مع بوتين في القمة الثلاثية حول الأزمة السورية كان شفافاً وصعباً، وأنّ القمة لم تخلص إلى تحقيق معجزة حول القضية السورية.
وأضافت المستشارة الألمانية أنّ موسكو تتحمل مسؤولية في قصف المناطق السورية، ووصفت الغارات على المدن السورية بـ “التجربة الظالمة” بالنسبة لسكان المناطق المستهدفة.
وانتقدت موقف روسيا حيال الأزمة السورية، ودعت بوتين إلى تحمّل مسؤولياته فيما يخص ممارسة الضغوط على رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأوضحت أنّ مسألة إيصال المساعدات الإنسانية لأهالي حلب المحاصرين، تعدّ من أولويات المجتمع الدولي في الوقت الحالي، وأنّ برلين لا تستبعد استخدام خيار مضاعفة العقوبات على موسكو لدفعها إلى عدم عرقلة تحقيق هذه الأولوية.
وأردفت ميركل قائلة: “يمكن لبرلين أن تصف بعض ما يحدث في سوريا بجرائم حرب، وإنني على قناعة بأنّه من غير الممكن التفريق بين الإرهابيين والمدنيين الأبرياء تحت القصف المستمر، وإن استمر القصف بهذا الشكل لا يمكن التوصل إلى حل سياسي”.
وحول الأزمة الأوكرانية قالت ميركل إنّ القمة خلُصت إلى قرار رسم خارطة طريق لحل الأزمة القائمة في شرق أوكرانيا بين موسكو وكييف.
وأوضحت أنّ وزراء خارجية الدول المعنية سيجتمعون لتحديد معالم هذه الخارطة خلال الأيام القادمة، وأكدت على أهمية بقاء قنوات الحوار والاتصال مفتوحة بين زعيمي البلدين.
من جانبه دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى استغلال وقف إطلاق النار، الذي سيستمر لبضعة ساعات في سوريا، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية وإجراء المحادثات السياسية بين الأطراف.
وحول فحوى ما دار من حديث في القمة الثلاثية قال أولاند إنّه توصل إلى قناعة بأنّ بوتين لا يمانع تمديد فترة وقف إطلاق النار في سوريا.
وكانت روسيا قد أعلنت في وقت سابق أنها ستوقف قصف مدينة حلب اليوم الخميس لمدة 8 ساعات.
وطالب أولاند بوقف استهداف مدينة حلب قائلاً: “تناولنا آخر التطورات الحاصلة في حلب مع بوتين خلال القمة، فما يحدث في حلب خلال هذه الفترة، يرقى إلى مستوى جرائم حرب حقيقية، وعلى النظام السوري وداعميه وقف قصف المدينة”.
واضاف أنّ وقف إطلاق النار لمدة 8 ساعات غير كاف لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي حلب، وأنّه من المحال تحقيق ذلك دون الإعلان عن وقف دائم لإطلاق النار.
وتابع الرئيس الفرنسي قائلاً: “المرحلة السياسية تبدأ عند إعلان وقف إطلاق نار دائم في سوريا، وعودة المعارضة المعتدلة إلى طاولة الحوار، وضمان أمن المدنيين في عموم سوريا”.