صحيفة الرياض السعودية
أن سياسة النفس الطويل دائماً ما تكون مُنهكة لأحد الخصمين الكبيرين وروسيا التي اعتمدت على ملء فراغ سياسي في سورية تعويضاً عن خسائرها في العراق وليبيا، ولم تدرك أن فضاء السياسة أوسع من الرؤى الإيدلوجية، وأوضحت الصحيفة أن محاولات الحلول السياسية لسورية فشلت لأن إدارتها لم تكن بين أطراف حل بل تعقيد المشكلة ومضاعفاتها، ولذلك كان المنفذ الوحيد هو اتفاق جنيف الذي جاء كمحاولة لم تلتق عليها إرادات من وضعوا أسس المشروع، وقالت الصحيفة إن الأمم المتحدة دخلت بمندوب يركض بين الفرقاء السوريين وبعض العواصم المؤثرة عليهم، وبدوره كان ناقل حقائب ومشروعات أُعلن موتها مقدماً، وأشارت إلى أنه بدوافع التخلص من الأزمة، وخاصة بعد الضغوط المادية نتيجة مقاطعة الغرب وحلفائه روسيا بسبب أوكرانيا، تضاعفت المشكلة مع نزول أسعار النفط وكساد سوقه، وهنا جاءت المحاولات بأن تبقي روسيا حلها شخصياً وبدون غطاء عربي أو دولي، إلا ما يجري من لقاءات مع الصديق الإيراني، والآخر التركي وكلتا الدولتين تنظر لمصالحها مع الغرب أكثر من الشرق، فوجدوا في الوضع السوري قيمة خاصة لا تتعدى المناورة للعب بين الأطراف، كما أبرزت الصحيفة أن العراق آخر المحاولين بفك العقدة السورية، وهذه المرة ذهب رئيس وزرائه لمصر، ويبدو أنه محمل بمساع من السلطة وإيران بأن تجمع الفرقاء داخلها وتحاور الجميع من باب الحل العربي، الذي يمكنه أن يقدم المشروع للأطراف الداخلية السورية والقوى المتداخلة مع الحدث، ورأت أن هذا أيضاً، رغم المباركة الأمريكية، يبقى مرهوناً بتوافق كل الفاعلين في الشأن السوري بما فيهم روسيا والتي حتى الآن هي الأحوج للخروج من الدائرة المغلقة، وعلى الأقل كسب رضا الغرب ولو من خلال البوابة العربية، ونوهت الصحيفة إلى أن سورية ليست محطة وقود للحرب وإنما هي قوة ضغط على مجاوريها، ولذلك أصبحت الجغرافيا تقوم بالدور السياسي الذي قد يُنهك الجميع، أو يمنحهم صافرة النهاية للمأساة الكبرى.