بدأت واشنطن بتوجيه الاتهامات ضد تركيا بحجة دعمها لجماعات متشددة في محافظة ادلب شمالي سوريا بعد سيطرة “جبهة تحرير الشام” على بعض المناطق في المحافظة، منتصف تموز الجاري لتكون ذريعة لتدخل عسكري لها في المنطقة على غرار ماجرى في الموصل العراقية، مادفع بالخارجية التركية للرد عليها ومطالبتها بإيقاف الدعم العسكري لوحدات حماية الشعب.
ادعى “بريت ماكغورك” مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، خلال ندوة في معهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن أن تركيا شكلت ممراً لعبور مئات الأجانب إلى سوريا للانضمام إلى “التنظيمات الإرهابية” كما سماها هو، حسب ما نشرته وكالة ترك برس.
وتابع قائلاً: “استفاد تنظيم القاعدة من ذلك وتحولت تلك المنطقة إلى معقل للتنظيم وسنبحث هذا الموضوع مع الأتراك”.
كما أشار إلى أن بلاده تعتبر موقف البعض من حلفائها خاطئاً بسبب غض الطرف عن قيام البعض بإرسال السلاح والمقاتلين الأجانب إلى المنطقة.
رد “حسين مفتي أوغلو” المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية في بيان له، بعد تصريحات “بريت ماكغورك” المبعوث الأمريكي لمكافحة تنظيم الدولة التي ربط فيها تركيا بوجود تنظيمات إرهابية في محافظة إدلب السورية قائلاً أنه: يمكن اعتبارها تصريحات استفزازية.
مضيفاً أنه “تم التذكير بتطلعاتنا المتعلقة بعدم تقديم الدعم لتنظيم (ب ي د/ي ب ك) الإرهابي في سوريا، أيّا كانت الأهداف”، حسبما ماذكرته الأناضول.
وأنه لا يمكن القضاء على الأسباب الرئيسية وراء اتخاذ التنظيمات الإرهاب ملاذًاً لها في العراق وسوريا، إلا من خلال عدم وجود أي تضارب بين أقوال وأفعال الأطراف الفاعلة المعنية.
مولود جاويش أوغلو: هناك فائدة من استبدال “ماكغورك” الداعم لقوات الPKK
أشار وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” في وقت سابق أن مبعوث الرئيس الأمريكي لدونالد ترامب في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة يدعم وبشكل واضح منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية وأن هناك فائدة في استبداله، حسب ما نشرته ترك برس.
علماً أنه؛ في نيسان الماضي جاء تقرير تركي يتهم فيه الولايات المتحدة بانتهاك معاهدة حلف شمال الأطلسي “ناتو”، عبر تقوية منظمة “حزب العمال الكردستاني” المصنفة في قائمة الإرهاب، مؤكّدا فيه أن المعاهدة تُلزم واشنطن بتعزيز أمن “الحليف التركي”، وبالتالي عدم دعم التنظيمات التي تهدد ذلك الأمن.
#أردوغان: نملك أدلة تثبت دعم أمريكا للمنظمات الإرهابية
في مؤتمر صحفي جرى في نهاية العام الماضي قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”: “مع الأسف فإن التحالف الدولي لا يلتزم في الوقت الراهن بتعهداته التي قطعها”.
مضيفاً: “الوعود التي قطعها التحالف كانت مختلفة عن الموقع الذي يقف فيه بالوقت الراهن.. نواصل وسنواصل محاربة تنظيم الدولة بكل حزم إن توفر الدعم لنا أو لم يتوفر ولن نتراجع عن المضي قدماً في هذا الطريق،” حسبما ذكرت وكالة أنباء “الأناضول” التركية.
كما أشار الرئيس التركي إلى وجود أدلة عبارة عن صور وتسجيلات مصورة تثبت تقديم التحالف الذي تقوده أمريكا “الدعم” للمنظمات الإرهابية.
#ألنور تشيفيك: استمرار الدعم الأمريكي لقوات الـPYD في سوريا، قد يدفع الجيش التركي لاستهداف القوات الأمريكية ببضعة صواريخ تركية.
في تهديد جديد هو الأول من نوعه من قبل مستشار الرئيس التركي “ألنور تشيفيك” خلال حديثه لصحيفة “Foreign Policy” في السادس والعشرين من أيار الماضي، عن التصرف التركي مستقبلاً في حال استمر الدعم الأمريكي لقوات الـPYD في سوريا فقد أعلن “تشيفيك” أنه قد تستهدف تلك القوات الأمريكية ببضعة صواريخ تركية في المستقبل، مضيفاً إلى ذلك أنه إذا استمر الدعم سنقصف قوات الـPYD ومن المرجّح أن تصيب الصواريخ الأمريكان الموجودين في الشمال السوري، حسب ما ترجمته “avrin24”.
قد شهدت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وواشنطن تدهوراً كبيراً خلال الفترة الماضية في ظل مواصلة واشنطن تقديمها للدعم العسكري لوحدات حماية الشعب.
المركز الصحفي السوري – ديانا مطر