كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم تفاصيل جديدة عن حادثة وفاة معتقل دخل مناطق سيطرة النظام للعلاج، وبعد شهرين سلمته أجهزة الأمن جثة هامدة لذويه في الشمال المحرر والتي هزت الرأي العام.
وقالت الشبكة اليوم في تقرير بموقعها بأن المعتقل حسن علي حسن أغا البالغ من العمر 47 عاماً كان يعمل في نقل الخضار بسوق الهال في مدينة عفرين سابقاً وهو من المكون الكردي، ويعاني من داء السكري المزمن.
الذهاب إلى حلب بقصد العلاج وأجهزة النظام تعتقله
حصلت الشبكة على معلومات من ذوي حسن تفيد بتوجهه من عفرين إلى مدينة حلب لتلقي العلاج، لكن قوات النظام قامت باعتقاله في نهاية تشرين الأول الماضي وأن الجهة التي تحتجزه هي فرع الأمن الجوي بالمدينة.
توفي بسبب الجوع وأمن النظام يزعم أن مرضه هو السبب
تلقت عائلة حسن نبأ وفاته في 29 كانون الأول/ ديسمبر في الفرع ونقل جثمانه عبر معبر التايهة الواصل بين مناطق النظام و”قسد” بريف منبج شرقي حلب، ومن ثم جرى نقله من مناطق قوات سوريا الديمقراطية “قسد” إلى ريف جرابلس، وبعدها نقله الدفاع المدني السوري إلى المشفى العسكري بعفرين وسلم جثته إلى ذويه.
وكشف أهل الضحية عن ورود معلومات من قوات النظام تزعم أن وفاته كانت بسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم، لكن الصور التي حصلت عليها الشبكة تبين بوضوح تعرض الضحية للتجويع وإهمال الرعاية الصحية فترة الاعتقال، وأنهم تعرضوا لابتزاز مادي من أجهزة أمن النظام ودفع مبالغ كبيرة للحصول على جثمان ابنهم.
المطالبة بتحقيق فوري بهذه الحادثة “الهمجية”
وطالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بفتح تحقيق فوري مستقل في جميع حوادث الاعتقال والتعذيب وخاصةً هذه الحادثة التي وصفتها بـ “الهمجية”، وضرورة محاسبة كافة المتورطين فيها وإطلاع الشعب السوري على نتائج التحقيق والمحاسبة، إضافة إلى تعويض الضحايا عن الأضرار المادية والمعنوية التي تعرضوا لها.
واعتبرت الشبكة أن انتهاك حظر التعذيب جريمة في القانون الجنائي الدولي ويتحمل الذين أعطوا أوامر أو ساعدوا في التعذيب المسؤولية الجنائية عن مثل هذه الممارسات.
ووثقت الشبكة في تقرير أمس عدد القتلى في سوريا خلال عام 2022 إذ بلغ ألفاً و57 مدنياَ نتيجة أعمال العنف وقصف النظام وروسيا، بينهم 115 مدنياً قتلوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري.
تجدر الإشارة إلى أن ناشطين اعتبروا مصير حسن في سجون النظام هو أكبر برهان على “إجرام النظام ووحشيته”، ويجب كشف قصته إلى الدول التي باتت تدعو بشدة لعودة السوريين لا بل يصفونها بـ “الآمنة” على حد زعمهم إلى حضن النظام.
طارق الجاسم/ تقرير خبري