إنّ السبيل الوحيد لإثبات الأكاذيب التي يطلقها بعض الأطراف بخصوص تقديم الدّولة التركية الدعم لعناصر تنظيم الدّولة (داعش)، هو زيادة نشاط وتواجد القوات المسلحة التركية على طول الشريط الحدودي مع سوريا. وأعتقد أنّ هذه الخطوة ستأتي بثمارها وستسكت تلك الادعاءات الكاذبة أكثر من آلاف التصريحات الرسمية. فعلى سبيل المثال لو قامت القوات المسلحة التركية بقصف مواقع الجماعات الإرهابية في الداخل السوري وأمطرت هذه المواقع بوابل من القذائف، فهل هذا يكون سيئاً؟. ألا نستطيع من خلال عملية قصف مواقع الإرهابيين في سوريا، إعطاء رسالة للعالم ولتنظيم داعش ولتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي، أنّ تركيا لها كلمتها في المنطقة.
من المعلوم أنّ هناك جهات عديدة في الداخل التركي تعمل على تحريف الوقائع والحقائق. فكلما سنحت لهم الفرصة لا يتوانون عن السعي لتشويه صورة الدّولة التركية في المحافل الدّولية وعزلها عن قضايا الإقليم المحيط بنا. وقبل عدّة أيام وعندما هاجم عناصر تنظيم الدّولة إلى بلدة كوباني السورية وقتلوا أكثر من مئة شخص، بدأت حملة على وسائل التواصل الاجتماعي بقيادة حزب الشعوب الديمقراطية اتهموا فيها الدّولة التركية بالإرهاب وبدعم الإرهابيين.
ولردع مثل هذه التحريضات والاستفزازات وحملات التشويه الكاذبة، لا بدّ على الدّولة من استخدام وسائل مختلفة. فقد حان الوقت لذلك. فقد حان الوقت لكي تعبّر الدّولة التركية عن مواقفها عن طريق الفعل لا التصريحات. فالفعل يقنع أكثر من التصريح والكلام. على القوات المسلحة التركية أن تكون أكثر نشاطاً وظهوراً في الميدان، خاصّةً بعد النشاط الإرهابي المكثف على طول الحدود التركية مع سوريا.
على القوات المسلحة التركية أن تخرج من وضعية المراقب والمتفرّج وتتدخل بعض الشيء كي تثبت وجودها على الأرض. لأن تواجد القوات المسلحة على الأرض يظهر وبشكل قطعي موقف تركيا مما يجري على الساحة السورية. علينا أن نقبل بأنّ التصريحات الرسمية التي تصدر من أعضاء الحكومة والدّوائر الرسمية للبلاد، باتت لا تجدي نفعاً. فقد حان الوقت لأن تردّ تركيا على حملة التشويه هذه عن طريق الفعل الملموس والمرئي.
خارطة طريق حزب الشعوب الديمقراطية وتنظيم (PKK) وتنظيم (PYD)
الحركة الكردية دخلت مرحلة اتخاذ قرارات استراتيجية فيما يخصّ علاقاتها مع الدّولة التركية. فحزب الشعوب الديمقراطية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وتنظيم (PKK) اتحدت في عدائها للدّولة التركية فيما يخصّ الازمة السورية. وإذا ما استمرت الحركة الكردية في هذا الطريق فإنّ علاقة الاكراد مع الدّولة التركية سوف تزيد سوءً بدل أن تتحسن وسينتج عن ذلك أثار سلبية وسينعكس ذلك على العلاقات التركية الكردية.
بعض التحليلات التي قرأتها تقول بأن العلاقات التركية الكردية وصلت مرحلة الانقطاع التام. فلا أدري كيف سيتمّ ترميم ما تمّ تخريبه خلال الأحداث الأخيرة في كوباني. لكنني متأكد من شيء واحد وهو أنّه في حال استمرت الحركة الكردية في موقفها المعادي للدّولة التركية فيما يخص القضية السورية، فإنّ ذلك يعني انتهاء مسيرة المصالحة الوطنية بشكل فعلي. إذا كنا سنحافظ على الأخوة القديمة بين الأتراك والأكراد علينا أن نبدأ ذلك بالتخلي عن الكذب أولاً ثمّ التخلي عن السلاح.
موقع ترك برس – صحيفة أكشام