قالت منظمة هيومن رايتس ووتش العالمية أمس الخميس إن إسرائيل استخدمت الفسفور الأبيض في عملياتها العسكرية في غزة ولبنان، مما يعرض المدنيين لخطر “إصابات خطيرة وطويلة الأمد”.
قالت هيومن رايتس ووتش في تقرير نشرته ونقلته وكالات الأنباء “إنها تحققت من مقاطع فيديو التقطت في لبنان وغزة يومي 10 و11 أكتوبر/تشرين الأول، والتي أظهرت انفجارات جوية متعددة للفوسفور الأبيض المدفعي فوق ميناء مدينة غزة وموقعين ريفيين على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية”.
ونقلت هيومن رايتس ووتش عن مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، لما فقيه، قولها في بيان: “في أي وقت يتم فيه استخدام الفسفور الأبيض في مناطق مدنية مزدحمة، فإنه يشكل خطراً كبيراً للإصابة بحروق مؤلمّة ومعاناة مدى الحياة”.
“الفوسفور الأبيض عشوائي بشكل غير قانوني عند انفجاره جواً في مناطق حضرية مأهولة بالسكان، حيث يمكن أن يحرق المنازل ويسبب ضرراً فادحاً للمدنيين”.
وقالت المنظمة العالمية إنها أجرت مقابلات مع شخصين في منطقة الميناء بغزة، وصفا مشاهدتهما لضربات تتفق مع استخدام الفسفور الأبيض.
“كان أحدهما في الشارع في ذلك الوقت، بينما كان الآخر في مبنى إداري قريب. ووصف كلاهما الغارات الجوية المستمرة قبل رؤية انفجارات في السماء أعقبها ما وصفوه بالخطوط البيضاء التي تتجه نحو الأرض. وقدّروا أن الهجوم وقع في وقت ما بين الساعة 11.30 صباحا والواحدة بعد الظهر.”
“قال كلاهما إن الرائحة كانت خانقة. وقال الشخص الذي كان في مكتبه إن الرائحة كانت قوية للغاية لدرجة أنه توجه نحو النافذة ليرى ما كان يحدث ثم قام بتصوير الضربة”.
للفسفور الأبيض تأثير حارق كبير يمكن أن يحرق الناس بشدة ويشعل النار في المباني والحقول وغيرها من الأعيان المدنية المجاورة. واستخدامه في غزة، وهي إحدى أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم، يؤدي إلى تفاقم المخاطر التي يتعرض لها المدنيون وينتهك الحظر الذي يفرضه القانون الإنساني الدولي على تعريض المدنيين لمخاطر غير ضرورية.