ما يحدث في سوريا من مآسٍ إنسانية مروعة هو أمر تجاوز الملاحم الإغريقية المأساوية بكثير، ودخل ضمن تصنيف عجائب الزمان في الحوادث والآثار، فحجم الجرائم السلطوية المقترفة ضد أبناء الشعب السوري في المدن المنتفضة أو المحررة قد تجاوزت أرقامه كل الحسابات المنطقية؟، وحجم تحدي النظام للرأي العام العالمي ولقيم الإنسانية بات يلقي ظلالا حقيقية من الشك حول جهود القوى الدولية من الكواسر في دعم النظام والسماح باستمرار جرائمه وأفعاله الإرهابية غير المسبوقة في تاريخ السياسة الدولية خلال نصف القرن الأخير، فهناك مدن وقصبات سورية قد استبيحت بالكامل بعد أن هدمتها براميل الموت القذرة والأسلحة الكيماوية والغازية المحرمة دوليا والتي صمت كواسر الدنيا أمامها ولم يتحرك أي طرف لردع النظام أو محاسبته وفقا للقانون الدولي على الأقل؟.
كما أن قتل السوريين واستباحتهم باتت مقاولة دولية تورط بها النظام بعد استدعاء عصابات حلفائه في إيران والعراق ولبنان وعصاباتهم الطائفية القادمة من باكستان وأفغانستان للمساهمة في قتل السوريين كما حدث في معارك بصرى الحرير ودرعا والقلمون وريف دمشق وحمص وحلب وإدلب!، وفي الجانب الآخر يعيش النظام رغم قوة الحقن والمقويات الخارجية صراعا داخليا شرسا بين مراكز قواه الأمنية والاستخبارية المتصارعة التي وصل الصراع بينها لمرحلة كسر العظم المباشر من خلال الاقتتال الداخلي وتصفية الحسابات وإغلاق الملفات القذرة فيما النظام باتت نهايته متجلية وواضحة بالكامل وهي الاندثار والتلاشي والاضمحلال والرحيل بعيدا عن مسرح التاريخ بعد أن جعل الشام خرابا وأرضا يبابا! ينعق البوم في أرجائها؟، فموت رجل المخابرات ورئيس جهاز الأمن السياسي السابق رستم غزالة بعد حفلة التعذيب السادي التي تعرض لها باتت الدليل الأنصع على بدء مرحلة التخلص من الملفات القذرة لسنوات العذاب والتسلط بما حفلت فيه من أسرار ومؤامرات داخلية وخارجية وملفات قذرة أريد لها الدخول نهائيا في سراديب التاريخ المنسية، فهو لا يختلف عن سلفه الراحل غازي كنعان ولا عن رئيس الحكومة السابق محمود الزعبي ولا عن آخرين سحقتهم ماكينة الموت المافيوزية لسلطة إرهابية إجرامية بدأت تتآكل منذ أن ثار الشعب السوري وانتفض ضد طغاته في 15 من مارس 2011 في تلك الثورة الشعبية العارمة التي غيرت مسارات الأحداث والتوجهات ليس في سوريا فقط بل في عموم الشرق العربي.
لقد بينت السنوات الأربع العجاف الدمويات المنصرمات من عمر الثورة عن طبيعة النظام الفاشية المتوحشة وعن إرهابه الأسود وحقده الكبير الموجه ليس ضد أعداء الشعب السوري بل ضد الشعب السوري ذاته الذي تعرض ويتعرض لمأساة إنسانية ليس لها مثيل في عالمنا المعاصر، فالملايين قد تشردت خارجيا وداخليا، ومئات الآلاف قد التهمتهم ماكينة النظام القمعية الشرسة التي لم تفرق بين طفل وشيخ وامرأة وصبت جام حقدها على الشعب المسكين المحكوم بالحديد والنار منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، اليوم وبعد الانتصارات الأخيرة لقوى المعارضة السورية في الشمال والجنوب وانكشاف آلة العدوان الحكومية الظالمة، ومع الشعور العارم بقرب الرحيل والمحاسبة على كل الجرائم البشعة فإن النظام بات يمارس التطهير الداخلي من خلال طمس الملفات الاستخبارية الغامضة وعمليات القتل والاغتيال والإسكات النهائي لعناصر تعلم الكثير وتمتلك من خزانة الأسرار ما يشيب لهوله الولدان!، فالنظام في البداية والنهاية يمثل قلعة استخبارية حصينة وقوته مستمدة أساسا من أجهزة المخابرات المهيمنة على سوريا لعشرات السنين، فحقبة الاحتلال السوري الطويلة للبنان والممتدة طيلة ثلاثة عقود حفلت بأهوال وكوارث وملفات سوداء، وتصفية بقايا الاحتلال السوري للبنان مازالت مهمة صعبة ومعقدة نتيجة لتشعب الانتشار السوري بين أوساط القوى السياسية والاجتماعية، وقضية الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة الذي تورط في نقل متفجرات استلمها من رئيس جهاز المخابرات السوري اللواء علي مملوك تظل شاخصة على حجم الامتداد الإرهابي للنظام السوري في العمق اللبناني، ثمة حقيقة جوهرية تقول بأن نظام دمشق يعيش الإرهاصات النهائية لمرحلة الغروب الكبير، فاللعبة الدموية في الشام قد شارفت على نهايتها.
كما أن قتل السوريين واستباحتهم باتت مقاولة دولية تورط بها النظام بعد استدعاء عصابات حلفائه في إيران والعراق ولبنان وعصاباتهم الطائفية القادمة من باكستان وأفغانستان للمساهمة في قتل السوريين كما حدث في معارك بصرى الحرير ودرعا والقلمون وريف دمشق وحمص وحلب وإدلب!، وفي الجانب الآخر يعيش النظام رغم قوة الحقن والمقويات الخارجية صراعا داخليا شرسا بين مراكز قواه الأمنية والاستخبارية المتصارعة التي وصل الصراع بينها لمرحلة كسر العظم المباشر من خلال الاقتتال الداخلي وتصفية الحسابات وإغلاق الملفات القذرة فيما النظام باتت نهايته متجلية وواضحة بالكامل وهي الاندثار والتلاشي والاضمحلال والرحيل بعيدا عن مسرح التاريخ بعد أن جعل الشام خرابا وأرضا يبابا! ينعق البوم في أرجائها؟، فموت رجل المخابرات ورئيس جهاز الأمن السياسي السابق رستم غزالة بعد حفلة التعذيب السادي التي تعرض لها باتت الدليل الأنصع على بدء مرحلة التخلص من الملفات القذرة لسنوات العذاب والتسلط بما حفلت فيه من أسرار ومؤامرات داخلية وخارجية وملفات قذرة أريد لها الدخول نهائيا في سراديب التاريخ المنسية، فهو لا يختلف عن سلفه الراحل غازي كنعان ولا عن رئيس الحكومة السابق محمود الزعبي ولا عن آخرين سحقتهم ماكينة الموت المافيوزية لسلطة إرهابية إجرامية بدأت تتآكل منذ أن ثار الشعب السوري وانتفض ضد طغاته في 15 من مارس 2011 في تلك الثورة الشعبية العارمة التي غيرت مسارات الأحداث والتوجهات ليس في سوريا فقط بل في عموم الشرق العربي.
لقد بينت السنوات الأربع العجاف الدمويات المنصرمات من عمر الثورة عن طبيعة النظام الفاشية المتوحشة وعن إرهابه الأسود وحقده الكبير الموجه ليس ضد أعداء الشعب السوري بل ضد الشعب السوري ذاته الذي تعرض ويتعرض لمأساة إنسانية ليس لها مثيل في عالمنا المعاصر، فالملايين قد تشردت خارجيا وداخليا، ومئات الآلاف قد التهمتهم ماكينة النظام القمعية الشرسة التي لم تفرق بين طفل وشيخ وامرأة وصبت جام حقدها على الشعب المسكين المحكوم بالحديد والنار منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، اليوم وبعد الانتصارات الأخيرة لقوى المعارضة السورية في الشمال والجنوب وانكشاف آلة العدوان الحكومية الظالمة، ومع الشعور العارم بقرب الرحيل والمحاسبة على كل الجرائم البشعة فإن النظام بات يمارس التطهير الداخلي من خلال طمس الملفات الاستخبارية الغامضة وعمليات القتل والاغتيال والإسكات النهائي لعناصر تعلم الكثير وتمتلك من خزانة الأسرار ما يشيب لهوله الولدان!، فالنظام في البداية والنهاية يمثل قلعة استخبارية حصينة وقوته مستمدة أساسا من أجهزة المخابرات المهيمنة على سوريا لعشرات السنين، فحقبة الاحتلال السوري الطويلة للبنان والممتدة طيلة ثلاثة عقود حفلت بأهوال وكوارث وملفات سوداء، وتصفية بقايا الاحتلال السوري للبنان مازالت مهمة صعبة ومعقدة نتيجة لتشعب الانتشار السوري بين أوساط القوى السياسية والاجتماعية، وقضية الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة الذي تورط في نقل متفجرات استلمها من رئيس جهاز المخابرات السوري اللواء علي مملوك تظل شاخصة على حجم الامتداد الإرهابي للنظام السوري في العمق اللبناني، ثمة حقيقة جوهرية تقول بأن نظام دمشق يعيش الإرهاصات النهائية لمرحلة الغروب الكبير، فاللعبة الدموية في الشام قد شارفت على نهايتها.
داود البصري – الشرق القطرية