جنيف (رويترز) – قال المبعوث الروسي لمباحثات السلام السورية أليكسي بورودافكين يوم الثلاثاء إن قرار الهيئة العليا للمفاوضات عدم حضور المفاوضات الرسمية يعد “خطأ” لأن أي تسوية سياسية لا تتم إلا من خلال التفاوض.
لكن بورودافكين أضاف أن ذلك لا يشير لانهيار العملية.
وقال بورودافكين وهو سفير روسيا بمقر الأمم المتحدة في جنيف لرويترز إن الهيئة العليا للمفاوضات تفتقر للرؤية السياسية للمرحلة الانتقالية وتبدو غير قادرة على إبرام اتفاق.
وقال بورودافكين في مقابلة أجريت معه في مقر البعثة الدبلوماسية الروسية “إعلان الهيئة العليا للمفاوضات قرارها بتعليق مشاركتها في المباحثات التي تجري هنا بهدف التقريب بين الطرفين.. كان خطأ.”
وأضاف “نحن على قناعة بأنه لا بديل عن المفاوضات للوصول لتسوية سياسية. نعتقد أيضا أن من الضروري أن تتحول إلى مفاوضات مباشرة بين الأطراف السورية المعنية.”
وتبدو مباحثات السلام قريبة من الانهيار بعدما قتلت غارات جوية نحو 40 شحصا في سوق بمنطقة تسيطر عليها المعارضة يوم الثلاثاء. وقالت الهيئة العليا للمفاوضات إن الهدنة انتهت وإنها لن تستمر في التفاوض لما لا نهاية.
وقال بورودافكين “تقييمنا أن الهيئة العليا للمفاوضات علقت مشاركتها في المباحثات ليس لهذه الأسباب.. وهي أسباب سطحية تماما وغير واقعية. لكن وفقا لمعلوماتنا فالسبب ليس سوى أنها لا تملك موقفا سياسيا واضحا. الطرح الوحيد الذي يقدمونه هو “ضرورة استقالة الأسد.” لا شيء غير ذلك. لكن هذا لا يكفي.”
وأجرى مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا مباحثات منفصلة مع أطراف الصراع بعد إبرام هدنة بدء تنفيذها في 27 فبراير شباط.
وقال بورودافكين “ستافان دي ميستورا يحاول تركيز المباحثات على الفترة الانتقالية والمؤسسات الانتقالية التي سيتم إنشاؤها وكيفية عملها. ولا شيء.. لا شيء يخص الهيئة العليا للمفاوضات.”
وتابع “علقوا المشاركة ليس لأسباب واقعية تتعلق بالأوضاع الإنسانية أو باتفاق وقف الأعمال القتالية.. بل من وجهة نظرنا لأنهم لا يملكون أي موقف للتفاوض عليه. ليسوا قادرين على مناقشة الأشياء بل غير قادرين على إبرام اتفاقات.”
وقال أيضا إن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد التي تدعمها روسيا منذ بداية الأزمة المستمرة منذ خمس سنوات “مستعدة لمناقشة الانتقال السياسي.”
وقال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية للمفاوضات يوم الثلاثاء إن فريقه يسعى لمناقشة حكومة موسعة يقودها الأسد في مباحثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة وإن مستقبل الأسد غير مطروح للتفاوض.
وسئل بورودافكين عن إمكانية مناقشة مستقبل الأسد في المفاوضات فرد قائلا “نعتقد أن هذا الأمر متروك للشعب الروسي ليفصل فيه.”
وأضاف “ليس من حق وفد المعارضة ولا وفد الحكومة أن يحاول اتخاذ قرار في مثل هذه القضايا المهمة. الأمر بيد الشعب السوري نفسه. هذا أمر ينبغي ألا يحسم خلال مفاوضات بل في مراكز الاقتراع.”