الرصد السياسي ليوم الأربعاء ( 13 / 4 / 2016)
أفادت مصادر “أورينت نت” بوصول أعضاء وفد المعارضة المفاوض إلى جنيف، مساء أمس الثلاثاء للمشاركة بالجولة الثالثة من المفاوضات التي أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا “ستيفان دي ميستورا” اليوم الأربعاء موعداً لها، بينما يصل وفد نظام المفاوض صباح يوم الجمعة القادم (15 نيسان الجاري)، وذلك بسبب تزامن الانتخابات البرلمانية التي يجريها النظام من طرف واحد ، حيث رشح خمسة من أعضاء الوفد النظام أنفسهم للانتخابات.
وأكد مصدر رفيع المستوى في المعارضة للعربي الجديد، أنّه “لم يتغير شيء بين جولتي التفاوض في مواقف النظام وحلفائه، بالإمكان البناء عليه لإنجاح المفاوضات ومن الواضح أنّ دي ميستورا لم يستطع تليين موقف موسكو، التي ترفض أن يتمّ بحث مصير بشار الأسد على طاولة المفاوضات، ولا نعتقد أنّه بمقدور الموفد الدولي الحصول على شيء ذي قيمة سياسية من وراء زيارته للعاصمة الإيرانية، إذ تبدو طهران أكثر تطرفاً من الروس، وترفض تناول مصير الأسد في أيّة مفاوضات”.
ويرى المصدر أنّ “المفاوضات في الجولة الثالثة ستراوح مكانها، لأنّنا لا نتوقع حدوث تطورات سياسية دراماتيكية على صعيد جوهر هذه المفاوضات، وهو تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات لا وجود لبشار الأسد وأركان حكمه فيها”.. ويوضح المصدر أنّ “المعارضة تذهب إلى المفاوضات، وهي تدرك جيداً أنّها لن تحقق شيئاً، فالنظام يتحدّى المجتمع الدولي منذ سنوات، وها هو يجري مسرحية سياسية جديدة هي ما يسمّيه انتخابات برلمانية، والعالم يتفرج على هذا السخف السياسي من دون أن يوقفه عند حدّه، بل يشجعه على المضي في مخططه لتدمير ما تبقّى من سوريا”.
دي ميستورا: نظام الأسد يعرقل دخول المساعدات
شهدت الساعات الأخيرة التي تسبق انطلاق الموعد الرسمي لمحادثات جنيف حول الأزمة السورية، حراكا سياسيا نشطا.
ففي اجتماع مغلق، اطلع مجلس الأمن على تقرير المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا عبر دائرة تلفزيونية على نتائج محادثاته تحضيراً لجنيف.
إلى ذلك، نقل مراسل العربية في نيويورك عن مصادر دبلوماسية أن دي ميستورا أشار خلال التقرير إلى أن نظام الأسد هو من يعيق وصول المساعدات الإنسانية في سوريا.
وفي الوقت الذي أرسل تقريره إلى مجلس الأمن، استمر دي ميستورا في متابعة جولته المكوكية على عدد من الدول المعنية بالملف السوري، فبعد زيارته دمشق انتقل إلى طهران.
من جانبها، أبلغت إيران التي تشارك في الحرب السورية، دي ميستورا بخشيتها من تصاعد خروقات الهدنة ما قد يضر بمحادثات السلام بحسب حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني.
في حين أبلغت واشنطن القلقة من الأوضاع الميدانية موسكو عبر وزير الخارجية جون كيري قلقها من احتمال شن النظام السوري هجوماً يخرق اتفاق وقف الأعمال القتالية في حلب. وذلك بعد إعلان مسؤولين في دمشق التحضير للهجوم بالتعاون مع القوات الروسية، الأمر الذي نفت موسكو مشاركتها به.
كذلك اعتبرت فرنسا أيضا أن هجمات قوات النظام وخرقها للهدنة في حلب والغوطة الشرقية تهدد وقف إطلاق النار.
يذكر أن استئناف مفاوضات جنيف يتزامن مع انتخابات تشريعية يجريها النظام الأربعاء، في وقت دعت المعارضة السورية إلى مقاطعتها واصفة إياها بغير الشرعية. في حين أكدت الأمم المتحدة أنها غير معنية بها.
المعارضة الداخلية تعارض إجراء انتخابات برلمانية وأمريكا “لا تتعامل معها”
قال القيادي في جبهة التحرير والتغيير المعارضة علاء عرفات لوكالة الأنباء الصينية “شينخوا” بدمشق إن: ” الجبهة (جبهة التحرير) قررت مقاطعة الانتخابات البرلمانية لعدم قناعتنا بجدوها ” ، في ظل جنيف وما سيقدمه من حل سياسي للازمة السورية .
كما انتقد آلية الترشيح التي تجري حاليا، وسيطرة حزب البعث الحاكم في سوريا على 160 مقعدا في البرلمان من أصل 250 مقعدا .
وسبق لجبهة التحرير والتغيير أن شاركت في الانتخابات الماضية، وفاز عدد من مرشحيها ، وهذه كانت أول مرة تدخل فيها المعارضة الى قبة البرلمان السورية منذ أن استلم حزب البعث السلطة في البلاد .
موسكو لم تناقش أي خطة أمريكية بديلة حول سوريا
قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، إن موسكو لا تعلم شيئاً عن الخطة “ب” بخصوص الوضع في سوريا، ولم يناقش أحد مع روسيا أي خطة.
وتعليقاً على تقارير إعلامية تحدثت عن وجود خطة بديلة أعدتها الولايات المتحدة في حال فشل المفاوضات السورية، نقلت قناة “روسيا اليوم” على موقعها الإلكتروني عن ريابكوف القول الأربعاء :”من وقت لآخر، يظهر حديث عن خطة ما. لا نعلم شيئاً عن أية خطة (ب)، ولم يناقشها معنا أحد، نحن نعمل على وقف الأعمال القتالية. وإذا وُجدت خطة (ب)، في شكل انتقال إلى عمل عسكري ممكن، فإن ذلك يثير قلقاً وخيبة أمل كبيرين”.
وتستأنف اليوم جولة جديدة من المباحثات الرامية إلى إنهاء الأزمة السورية. ووفقاً للمبعوث الأممي لسوريا ستافان دي ميستورا فإن هذه الجولة “حاسمة ،لأنها سوف تركز على الانتقال السياسي…”..
موسكو: تركيا تهدد بإحباط مفاوضات جنيف 3 في حال دعوة الأكراد إليها
موسكو: تركيا تهدد بإحباط مفاوضات جنيف 3 في حال دعوة الأكراد إليها
أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، يوم الثلاثاء, أن “تركيا تهدد بإفشال المفاوضات السورية السلمية في جنيف، في حال دعوة الأكراد للمشاركة فيها”.
وقال تشوركين للصحفيين، عقب اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي خلف الأبواب المغلقة، أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ألمح خلال اللقاء إلى “انعدام نية لديه في الوقت الراهن إشراك الأكراد إلى المفاوضات بشأن التسوية في سوريا”.
وأضاف “للأسف، استنادا على رده (دي ميستورا) على تصريحاتنا وتصريحات وفود أخرى، لا أستطيع الاستخلاص بأنه لا ينوي دعوتهم (الأكراد) اليوم أو غدا، لكنه من الواضح أنه يدرك ضرورة كونهم جزءا من العملية السياسية”.
وردا على السؤال عما هي الجهة المعرقلة لانضمام الأكراد إلى المفاوضات، قال تشوركين إنها تركيا، موضحا “يهددون (الأتراك) بإفشال المفاوضات وتفجير الوضع في حال دعوة الأكراد إليها”.
وأكد تشوركين أن موسكو تعتبر هذا الموقف “غير عقلاني تماما”، لأن استثناء الأكراد السوريين من العملية السلمية يجعلهم يفكرون في الفدرلة.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد.