كشف موقع “بسيج نيوز”، التابع للحرس الثوري الإيراني، عن مقتل رجل الدين مجيد سليمانيان في معارك خان طومان، جنوب مدينة حلب.
وقال الموقع في تقرير مطول له، الأربعاء، إن “مجيد سليمانيان، الذي يشغل منصب إمام جامعة مدينة شاهرود، ذهب مؤخرا إلى سوريا، وبعد وصوله بفترة وجيزة إلى مدينة حلب قتل خلال المعارك التي تدور ضد المعارضة السورية في خان طومان”.
من جانبه، أكد الموفد الرسمي للتلفزيون الإيراني في دمشق، حسين شمشادي، مصرع رجل الدين الإيراني، وقال شمشادي إن مجيد سليمانيان من أساتذة الحوزة الشيعية الإيرانية، “وجاء من إيران إلى سوريا للدفاع عن الأمن القومي الإيراني”، على حد قوله.
وفي السياق ذاته، أعلنت وسائل إعلام إيرانية مقربة من الحرس الثوري عن مقتل علي رضا بآبايي من عناصر الحرس الثوري الإيراني في العراق.
ويرى المراقبون للشأن الإيراني أنه بعد هزيمة القوات الإيرانية في خان طومان، ظهرت حقيقة جلية، وهي أن صانع القرار السياسي والعسكري في طهران ينظر إلى التطورات العسكرية الميدانية في العديد من المناطق السورية على أنها مخيبة للآمال، وأن مجرى الأحداث على جبهة القتال لم يكن وفق ما خططت له طهران لسوريا.
ومن خلال رصد “عربي21” للرتب العسكرية التي أرسلتها إيران إلى سوريا، يظهر أن أغلب القوات المشاركة في الحرب السورية لم تكن من القادة رفيعي المستوى في الحرس الثوري الإيراني، وتؤكد مصادر مطلعة من إيران تهرّب قادة الحرس الثوري من الذهاب إلى سوريا.
وقال المحلل السياسي الإيراني، همن سيدي، في مقال نشر على راديو زمانة، إن “إيران دفعت أثمانا باهظة حتى يتم قبولها في المنطقة كدولة إسلامية لا كدولة شيعية، وكانت فلسطين ودعم حركة حماس مفتاح إيران لدخولها بين الدول الإسلامية والعربية في المنطقة، ولكن سياسات قائد فيلق قدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني في السنوات الخمس الماضية حولت إيران من دولة إسلامية إلى دولة شيعية معادية للسنة في المنطقة، وتم جر حزب الله في هذا الصراع الشيعي السني. ومن خلال خسارة إيران لحركة حماس، فقدت إيران آخر حلقة وصل سنية تربطها بالعالم الإسلامي”.
وأضاف همن سيدي أن “التكاليف السياسية والاقتصادية الباهظة، التي فرضها سليماني على إيران وسوريا والسعودية، لا تزال غير واضحة حتى الآن، ولا يمكن إحصاؤها”، على حد تعبيره.
ومن جانب آخر، قال الكاتب الإيراني بويا عزيزي، لموقع روز اونلاين بأنخ، أن من الملاحظ غياب استراتيجية إيرانية في سوريا، وأن الأهداف الإيرانية التي تريد طهران تحقيقها من خلال إرسال القوات العسكرية لسوريا غير قابلة للوصول، ولا يمكن تحقيقها.
وأضاف بويا عزيزي قائلا: “الآن، ووفقا للوضع الحالي في سوريا، يبقى السؤال مطروحا، وهو: في حال تم استثناء دور بشار الأسد وإيران في مستقبل سوريا، هل المنافع الإيرانية الضئيلة المتبقية هناك تستحق هذا التدخل المكلف؟”
يذكر أنه بعد الانتقادات الواسعة التي وجهت للحرس الثوري الإيراني؛ بسبب هزيمة القوات العسكرية الإيرانية في خان طومان، أصدر الحرس -ولأول مرة- بيانا اعتبره هاما، طالب من خلاله الشعب الإيراني بأن يحافظ على معنوياته، وألّا يتأثر بالأخبار التي تنشر على وسائل الإعلام الأجنبية عن خسائر إيران في سوريا.
وشدد بيان الحرس الثوري على أن يتم الاعتماد على المواقع والوكالات الإيرانية في الحصول على أخبار القوات الإيرانية في سوريا.
عربي21