صعد الطيران الروسي أمس غاراته لإبطاء هجوم فصائل معارضة جنوب غربي مدينة حلب، وسط أنباء غير مؤكدة عن تحقيقها مكاسب لفك الحصار الذي فرضته القوات النظامية السورية والميليشيات الموالية على الأحياء الشرقية للمدينة، ما اعتبر «معركة حياة أو موت» للقوات الحكومية والمعارضة…
وبدأت الأحد معارك غير مسبوقة بعنفها بين القوات النظامية وحلفائها من جهة وفصائل معارضة إسلامية من جهة ثانية جنوب غربي حلب، في وقت أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس بأن «الغارات الروسية المكثفة لم تتوقف طوال ليل الاثنين – الثلثاء» على جنوب غربي حلب، حيث قتل 11 مدنياً على الأقل بينهم خمسة أطفال جراء ضربات نفذتها طائرات حربية «يُعتقد انها روسية» على بلدة الاتارب، اضافة الى اصابات في حلب.
وإذ قال «المرصد» صباح أمس ان القصف الروسي والسوري ادى الى «إبطاء الهجوم المضاد الذي تشنه الفصائل» وأن ذلك «سمح للقوات النظامية باستعادة السيطرة على خمسة مواقع من اصل ثمانية كانت الفصائل المعارضة استولت عليها من دون ان تتمكن من تعزيز مواقعها»، أفادت مصادر المعارضة مساء أمس بتحقيق فصائلها تقدماً اضافياً جنوب غربي حلب وسيطرتها على نقاط في الراموسة واستعدادها لاقتحام مدرسة المدفعية أحد أهم معاقل القوات النظامية في المنطقة، مشيرين الى تفجير مقاتلين نفقاً تحت مواقع للقوات النظامية شرق حلب.
ويسعى عناصر الفصائل من خلال هجومهم الأخير الى استعادة السيطرة على حي الراموسة الواقع على الاطراف الجنوبية الغربية لحلب، ما سيمكنهم من فتح طريق امداد الى الاحياء التي يسيطرون عليها في شرق حلب وجنوبها الشرقي من جهة، وقطع طريق امداد لقوات النظام والمدنيين في الأحياء الغربية من حلب من جهة أخرى.
ووفق مصدر عسكري في دمشق، يشارك حوالى خمسة آلاف عنصر موالين للنظام في المعارك المحيطة بحلب، بينهم ايرانيون ومن «حزب الله» اللبناني، في وقت أفاد نشطاء معارضون بمشاركة عشرة آلاف عنصر من فصائل معارضة وإسلامية تضم متطرفين. وبحسب «المرصد»، يعد هذا الهجوم الأكبر للفصائل المقاتلة منذ هجوم العام 2012 الذي مكنها من السيطرة على نصف مساحة المدينة. وأوضح «المرصد» أن «هذه المعركة هي الفرصة الأخيرة للمعارضة»، موضحاً «ان خسروها سيكون من الصعب لهم ان يشنوا هجوماً آخر لفك الحصار. بالنسبة الى القوات النظامية ايضاً، انها مسألة حياة او موت. فهي تعدّ منذ شهور لهذه المعركة وخسارتها ستشكل ضربة قاسية لدمشق».
وفي محافظة إدلب، رصد «المرصد» عشرين «حالة اختناق في بلدة سراقب» ونقل عن سكان البلدة «اتهامهم القوات النظامية بإلقاء غاز الكلور» من دون أن يتمكن من التحقق من صحة ذلك».
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية إنها تدرس تقارير عن إلقاء الغاز السام وإنه إن صحت تلك التقارير ستكون حادثة «خطرة للغاية». وقال الناطق باسم الوزارة جون كيربي في مؤتمر صحافي «إن صح هذا… سيكون شديد الخطورة».
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن «من الضروري أن توقف روسيا ونظام (الرئيس بشار) الأسد الهجمات، كما هو من مسؤوليتنا حض المعارضة على ألا تكون طرفاً في هذه العمليات» لا سيما في حلب. وأضاف: «هذه الأيام مهمة لتحديد اذا كان أي من نظام الأسد او روسيا سيحترم توصيات الأمم المتحدة ام لا»، موضحاً ان «المؤشرات حتى الآن مقلقة جداً للجميع».
وأفادت مصادر ديبلوماسية بوجود اتصالات أميركية – روسية للبحث في اقتراح فرض هدنة موقتة في حلب لتطويرها الى اتفاق يتضمن «وقف العمليات القتالية» في بقية مناطق سورية عدا المعارك ضد «داعش».
الحياة