المركز الصحفي السوري – عمر الحاج أحمد 6/3/2015
مبنى المخابرات الجوية و الذي بات يُعرف منذ انطلاقة الثورة السورية بـ “معتقل الموت” لأن الداخل إليه مفقود و الخارج منه مولود، يتحوّل خلال لحظت على ركامٍ و غبارٍ تذروه الرياح، و ليكون أثراً بعد عين..
فقد قامت بعض الفصائل السورية المعارضة قبل أمس الاربعاء بتفجير نفقٍ تحت أسوار مبنى المخابرات الجويّة شمال غرب مدينة حلب، و الذي يُعتبر عقدة الوصل بين مناطق سيطرة النظام في المدينة و الريف المتمثّل ببلدتيّ نبل و الزهراء المواليتين, و كذلك هو عقدة العقد لكل من عارض نظام الأسد لأنه كان الشبح الجاثم على صدور المواطنين.
عندما يُذكر سابقاً اسم “فرع المخابرات الجوية” كانت ترتعد منه الفرائص و يتوقف خفقان القلب للحظات، لما كان يُرتكب فيه من جرائم بحقّ الانسانية من قتلٍ و تعذيبٍ لغلب مُـورديه.
فقد قُتل فيه آلاف السوريين تحت التعذيب منذ انطلاقة الثورة و رُميت جثث بعضهم في مجرى نهر قويق , وآخرون وُجدت جثثهم في البراري المحيطة بالفرع, و البعض الآخر مدفوناً بمقابر جماعية و ربما بعضها منذ ثمانينيات القرن الماضي..!
و هذه ما أكده لنا الدكتور “احمد” و الذي اعتقل بثمانينيات القرن الماضي من جامعة حلب بتهمة انتمائه لحركة الاخوان المسلمين , حيث قال: كان يوجد معتقل تحت الارض و بنفس المكان الذي بُني فوقه “فرع المخابرات الجوية” و كان يُسمى هذا المعتقل عند اهل حلب بـ “سجن تدمر الحلبي” بحيث تمّ تصفية أغلب المعتقلين داخله, و عدا عن التعذيب و التنكيل بباقي المعتقلين.
و عندما قرر نظام الاسد بناء فرع المخابرات الجوية “الجديد” عام 2007 م , اختار هذا المكان ليكون الشبح المسيطر على قلوب اهالي حلب جميعاص و المراقب لحركاتهم و سكناتهم, و هذا ما أكده لنا السيد “خالد بادنجكي” وهو مهندس و لديه أقارب ينتمون سابقاً لحركة الأخوان المسلمين بحيث قال: انه كان مجبراً على مراجعة فرع المخابرات الجوية بحلب كل اسبوعين للمساءلة وكتابة تقرير مفصّل عن حياته اليومية و عمله و علاقاته العامة.
إن تدمير مبنى المخابرات الجوية و انهياره كان له صدىً طربت له الآذان , و قرّت به العيون لنه رمز الظلم الجائر و القهر المُستبدّ , و لكن الفرحة الكبرى تكون بانهيار كل مقومات و صروح الظلم و الفساد و الديكتاتورية المتمثلة بنظام الأسد و أعوانه .