تضامناً مع بلدة مضايا الواقعة بريف دمشق الغربي وأهلها المحاصرين، أطلق نشطاء من مناطق عديدة في الريف الدمشقي حملة لإنقاذ البلدة المحاصرة.
وجاءت الحملة أيضاً تنديداً بما أسموه “تخاذل فرق الأمم المتحدة التي استطاعت الدخول للزبداني وإخراج الجرحى بعد قبول النظام، ولم تستطع أن تحرك ساكناً لأجل أهالي مضايا، على الرغم من أن البلدة كانت على طريق وفد الأمم أثناء إجلائه للجرحى”.
فاتفاق “الزبداني -كفريا والفوعة” كان ينص على إدخال مساعدات ومواد غذائية لأهالي مضايا والزبداني المحاصرين في بلدة مضايا، ولكن منع النظام لأي منظمة إنسانية من الوصول إلى البلدة، وعدم ضغط الأمم المتحدة في سبيل ذلك، أدى إلى عدم تنفيذ ذلك البند وبقائه معلقاً، ليبقى المحاصرون في مضايا يواجهون خطر الموت جوعاً دون أي بادرة إنسانية لإنقاذهم.
ولأجل ذلك، يقول عامر بيرقدار، إعلامي المجلس المحلي في الهامة لـ”الخليج أونلاين”: “إنهم سارعوا لإطلاق حملة تسعى لضغط أكبر على الأمم المتحدة في سبيل فك حصار الأهالي في مضايا، وخاصة بعد كثرة حالات الموت جوعاً في البلدة، كما حصل مع جميل أحمد علوش ومحمد علي خريطة، وغيرهم من أبناء البلدة المحاصرة”.
وأضاف بيرقدار: “إن الحملة امتدت لتشمل تحركاً في قدسيا وبقين وعدة مناطق مجاورة لمضايا، ولم تتوقف عند التنديد والتظاهر والحراك السلمي للمطالبة بفك الحصار، حيث إن بعض النشطاء قد بدؤوا بجمع بعض التبرعات والمواد العينية تحضيراً لإدخالها في أقرب فرصة عند بدء فتح الطريق بشكل إنساني، أو العمل للمخاطرة بإدخالها بطريق التهريب، رغم خطورة ذلك، فهم يجدون أنه لا بد من المخاطرة في سبيل ذلك؛ فجوع المحاصرين لم يعد يتحمل أكبر من هذا القدر”.
وذكر عامر “أنهم يعلمون أن الحراك السلمي قد لا يصل للحد المطلوب لفك الحصار، إلا أنهم برفعهم للافتات واضحة وصريحة موجهة للأمم المتحدة بمطالب المحاصرين بفصل المدنيين عن الصراع السياسي والعسكري، والمطالب بإدخال الخبز والغذاء فقط، ربما يكون فيه إحراج أكبر لكل مدعي الإنسانية في الوسط الدولي”.
ودخلت مضايا في شهرها السابع من الحصار دون إمكانية إدخال أي مواد غذائية أو طبية، وهو ما جعلها تعيش أوضاعاً إنسانية صعبة، وخاصة بعد طرد النظام لمعظم عوائل الزبداني النازحة في البلدات المجاورة إلى مضايا، وقصفها بشكل متكرر قبل عقد الهدنة في سبيل الضغط على ثوار الزبداني الصامدين في المدينة التي عجز عن دخولها لأشهر عديدة.
وفي سبيل الحديث عن معاناة أهل مضايا، يقول أبو حسن، رئيس المجلس المحلي في مضايا: “إن في البلدة ما يزيد على 40 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال والعجائز، الذين سعى النظام لجمعهم داخل البلدة ليكونوا ورقة ضغط بيده في مفاوضات “الزبداني-كفريا والفوعة”، حيث إن الجوع والمرض قد فتك بأجسادهم المنهكة بسبب الحصار المستمر منذ عدة أشهر”.
وأوضح لمراسل “الخليج أونلاين” أن “عدد حالات الإغماء اليومية التي ترد للمراكز الإسعافية بسبب الجوع ونقص الغذاء جاوزت الـ20 حالة يومياً، لتتطور بعضها لحالات وفاة في عشرات الحالات، والتي كان سوء التغذية والمرض لنقص الدواء سببها الأساسي، مع ترشح ارتفاع الرقم بشكل حاد إن لم يتم إدخال المساعدات بشكل عاجل”.
ولفت في حديثه إلى “أنهم يتأملون كثيراً في أن تنجح المفاوضات الجارية في إدخال المساعدات الإنسانية للبلدة تجبناً لحصول كارثة إنسانية هي الأشد قسوة من نوعها منذ بدء الثورة السورية، مع التأكيد على أن أي أنباء عن وصول مساعدات للبلدة حتى اللحظة هي غير صحيحة، على الرغم من أن الاتفاق يشمل ذلك”.
كما أشار إلى “أن فقدان الأمل بوصول هذه المساعدات يدفع ببعض الشبان للمخاطرة بحياتهم والخروج من البلدة من جوار حواجز النظام، وتعرضهم للقتل قنصاً أو بانفجار الألغام فيهم، ولكنهم يرون أن المخاطرة بالحياة والحصول على بعض الطعام يبقى أقل قسوة من رؤية أفراد عائلتهم يموتون جوعاً ولا يستطيعون تقديم شيء لهم”.
- الخليج أونلاين