تعتبر الكهرباء في سوريا واحدة من أهم مصادر الطاقة وأرخصها في متناول كل المواطنين السوريين, ولكن هذا كان قبل ست سنوات, اليوم أصبحت الكهرباء حلماً للكثيرين من أبناء سوريا لاسيما في المناطق المحررة بعد أن تعرضت للكثيرين من الدمار والتخريب نتيجة الحرب الدائرة والقصف المتواصل الذي تشنه قوات النظام على المدن والبلدات الخارجة عن سيطرته, حيث خرجت كثير من مصادر الكهرباء خارج الخدمة خلال الأحداث الجارية, ويبقى للمجلس المحلي في مدينة كفرنبل دوره في تأمين الكهرباء لأهالي المدينة.
مدينة كفرنبل الواقعة بريف إدلب الجنوبي البالغ عدد سكانها نحو 40 ألف نسمة قبل اندلاع الثورة, كان المعدل الوسطي لاستهلاك مدينة كفرنبل من الطاقة الكهربائية حوالي 8 ميغاواط قبل اندلاع أحداث الثورة السورية, ولكن المدينة شهدت انقطاعا تاماً للتيار الكهربائي عنها منذ بداية عام 2013 وحتى يومنا هذا, ما دفع الهيئات الخدمية والمجلس المحلي في المدينة إلى توليد الكهرباء لتغذية الشبكات المنزلية فيها باستخدام الطرق البديلة, ومن هذه الطرق توليد الكهرباء باستخدام المولدات الكبيرة.
مراسل “المركز الصحفي السوري” التقى مدير مشروع المولدات بكفرنبل “عبد الله محمد جلل” فقد أكد أن ” المجلس المحلي في المدينة يقوم بمشروع لتأمين الكهرباء عبارة عن خمس مولدات حصل عليها من إحدى المنظمات كدعم للمجلس المحلي الذي اقترح مشروعا لإناره المنازل المدنية, وأربع من هذه المولدات باستطاعة 170 كيلو فولت وواحدة باستطاعة 100 كيلو فولت, كما يوجد مولدة احتياطية تحسباً لأي عطل في إحدى هذه المولدات”.
وأضاف “عبد الله محمد جلال” ” المشروع يقوم عليه عشرة موظفين, مدير المشروع ونائبه وخمس مشغلين بالإضافة لميكانيكي وكهربائي, للقيام بأعمال الصيانة اليومية, مشيراً أننا شهدنا إقبال على الاشتراك بهذه المولدات كونها جديدة وثابتة ولا يوجد ضياع بالشبكة لاستعمالنا أسلاكا ثخينة”.
وقام مجلس الإدارة المحلية بالإشراف على دراسة مشروع المولدات الكهربائية, وتنفيذها, وقد شكلت إدارة المجلس كادراً مختصاً ومدرباً من الفنيين والعمال للإشراف على تنفيذ المشروع ومتابعة التشغيل, يقوم المشروع على فكرة نشر خمس مولدات للطاقة الكهربائية, حيث تم توزيعها على قطاعات محددة لتضمن تخديم أكبر عدد ممكن من المنازل السكنية في مختلف أحياء المدينة, ويتم تقسيم مقدار الطاقة الكهربائية على البيوت تبعاً لمقدار الاشتراك الشهري والذي يعرف “بالأمبير”, وتعمل المولدات بشكلٍ جيدٍ وبفعالية ممتازة منذ أكثر من سنة وحتى الآن, وقد لاقى هذا المشروع أصداء إيجابية لدى سكان المدينة, الذين طالبوا بتطويره أكثر وتعميمه على بقية أطراف المدينة.”
أحد المشتركين “بدر الرسلان” قال لمراسل المركز الصحفي “اشتركت بإحدى مولدات المجلس المحلي منذ قرابة السنة, ولم تقطع الكهرباء منذ ذلك الحين وجودتها جيدة وهو مشروع ناجح إذا ما قورن بمشاريع مماثلة, مشيراً أن ساعات التشغيل تصبح قليلة عندما يرتفع سعر الديزل, ولكنها ثابتة خلال الشهر الواحد”.
وتبقى المشكلة الوحيدة في هذا المشروع, هي المدة الزمنية لتشغيل المولدة التي تعمل على طاقة الديزل, وذلك تبعا لتوفر مواد المحروقات في المدينة واستقرار أسعارها, ويقدر سعر الأمبير الواحد ب”1500″ ليرة سورية, أما من الناحية الفنية, فالمشروع ناجح على جميع الأصعدة, ويعتبر الأفضل بين مشاريع الكهرباء في المدينة.
المركز الصحفي السوري- سالم الإبراهيم
رابط التقرير على اليوتيوب