قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، جون برينان، إن جهود التحالف الدولي الذي تقوده بلاده في قتال تنظيم الدولة فشلت في تقليص قدرة التنظيم على شن هجمات مسلحة.
وقال برينان، أمام جلسة استماع بإحدى لجان الكونغرس الأمريكي، إن التنظيم لا يزال يمثل “تحديا قويا” على الرغم من خسائره على الأرض.
ورأى برينان أن تنظيم الدولة لديه الآن مقاتلون، أكثر مما كان لدى تنظيم القاعدة في أزهى عصوره.
وقال إن نحو 22 ألف مقاتل منضوون في صفوف التنظيم، في كل من سوريا والعراق.
جاءت تصريحات برينان خلال جلسة استماع للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي، حول التهديد الذي يمثله المتطرفون.
وقال برينان: “للأسف، على الرغم من كل التقدم الذي أحرزناه ضد تنظيم الدولة في ساحة القتال وفي تقليص مصادر تمويله، إلا أن جهودنا لم تسفر عن تقليص القدرات الإرهابية للتنظيم، وقدرته على التمدد حول العالم”.
وأعرب برينان عن قلقه خصوصا بشأن تمدد التنظيم في ليبيا كقاعدة له.
وبينما قال المسؤول الأمريكي إن التحالف الذي تقوده بلاده حقق تقدما ضد تنظيم الدولة، لكنه أضاف أن التنظيم لديه “أعداد كبيرة من المقاتلين الغربيين، الذين يمكن أن يستخدموا في تنفيذ هجمات في الغرب”.
وقال برينان: “لتعويض الخسائر والآراضي التي فقدها التنظيم، فقد يلجأ إلى الاعتماد بشكل أكثر على تكتيكات حرب العصابات، بما في ذلك شن هجمات كبيرة خارج الآراضي التي يسيطر عليها”.
وتأتي تصريحات مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية بعد أيام من هجوم على ملهى ليلي يرتاده المثليون، في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا، حيث أعلن منفذ الهجوم عمر متين ولائه لتنظيم الدولة.
لكن برينان أخبر اللجنة بأن وكالة الاستخبارات لم تكتشف أي ارتباط مباشر، بين متين وأي تنظيم مسلح بالخارج.
“لا عجب أنه قلق”
بالنسبة للقاعدة لم يكن الأمر مرتبط بالأعداد.
فالتنظيم لم يكن لديه الكثير من الأعضاء الأساسيين، فقط المئات، حتى في أفضل أوقاته، وهذا من المنظور العسكري ليس له قيمة.
لكن القاعدة كان لها قائمة واضحة من المبادئ وتصميم شديد على تدمير أعدائها، وجذبت مؤيدين متنوعين.
لقد كان هناك المئات وربما الآلاف من المؤيدين رجالا ونساء، الذين ساعدوا في أوقات عديدة في تنفيذ عمليات التنظيم.
وهذا ما جعل القاعدة قوية، أو على الأقل لوقت قصير.
أما بالنسبة لتنظيم الدولة فالأمر مختلف، فهم لديهم رواية جذابة وعقيدة صارمة، وعشرات الآلاف من المقاتلين، وفقا لبرينان. إذن فلا عجب أن يكون قلقا.
BBC عربي