إحدى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، يبعد عنها عشرة كيلو مترات وقد أنشئ عام ١٩٥٧ ويسمى عاصمة الشتات الفلسطيني كونه أكبر وأفضل مخيم لللاجئين الفلسطينيين في سوريا سابقاً، يضم ١٨ ألف لاجئ فلسطيني، ولم يقتصر سكانه على اللاجئين الفلسطينيين فقط بل يحتوي على عدد كبير من السوريين الذين ينتسبون للطبقة الفقيرة.
بقي المخيم هادئاً نسبياً وبعيداً عن التوترات وملجأ لكثير من أهالي دمشق إلى منتصف كانون الأول ٢٠١٢ حيث بدأت أول عملية عسكرية على المخيم بعد ظهور شعارات معارضة للنظام وتسلح بعض الشباب الغير منتمين لأي فصيل، قام الطيران السوري بقصف مدرسة الكرمل وجامع عبد القادر الحسيني وسقط العديد من الأشخاص بين قتيل وجريح، حيث أخذت الاشتباكات تتصاعد ليشهد المخيم بعد ذلك حالة نزوح هائلة للأهالي.
أكد فاروق الرفاعي عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق، عدم وجود مسلحون داخل المخيم لا من الجيش السوري ولا أي فصيل معارض، كما يدعي النظام وجميعهم غادروا المخيم في تشرين الأول عام ٢٠١٣ مع ذلك يتعرض للقصف والحصار، حيث أنه تم فرض الحصار من قبل النظام على أهالي المخيم حوالي ٦ أشهر على التوالي مع قطع جميع الإمدادات الإغاثية والمواد الطبية مع ارتفاع كبير في الأسعار وتفشي الأمراض المعدية، وقطع المياه والتيار الكهربائي أكثر من ٣ أشهر بشكل متواصل.
خرجت في فلسطين مظاهرات مطالبة بفك الحصار عن اللاجئين الفلسطينيين داخل مخيم اليرموك، قامت بحملات إعلامية ضخمة لنصرتهم، حيث شاركت في هذه الحملة أكثر من ٦٠ محطة إذاعية فلسطينية، مثل حملة “أنقذوا مخيم اليرموك” لوقف الحصار ومراعاة الحالات الإنسانية داخل المخيم، راح ضحية الحصار والجوع أكثر من ١٥٤ شهيد حتى يوم ٢٦ــ٧ــ٢٠١٤ ومازال الحصار مستمر منذ سنتين حتى الأن، طالبت أيضاً اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمرور المساعدات الإنسانية العاجلة فوراً دون عوائق والسماح للمدنيين الراغبين في مغادرة المخيم إلى مناطق لم يهددها الموت.
ثائر أبو جميل لاجئ فلسطيني تمكن من مغادرة المخيم مع ” عائلته إلى بلدة يلدا التي تعد أكثر أماناً، تحدث لنا عن معاناته داخل المخيم وكيف فقد الأهالي أبسط موارد الحياة المعيشية من مواد غذائية وطبية ويقول:” لم يتمكن الصليب الأحمر من إدخال المساعدات إلى المخيم ليتم توزيعها في بلدة يلدا القريبة من المخيم، فقام الصليب الأحمر بالتعاون مع الهلال الاحمر بتسليم 9500طرد غذائي لسكان يلدا.
بالرغم من إتباع النظام السوري سياسة الأرض المحروقة من تجويع وحصار وقصف وقطع الأساليب المعيشية، إلا أن أهالي المخيم القانطين داخل أحيائه لازالوا صامدين في وجه جميع الصعوبات التي تواجههم وتهدد حياتهم.
المركز الصحفي السوري – رنا الزير