//قضايا ساخنة//
احتلت المرأة السورية مكانة كبيرة منذ أقدم العصور فكانت أميرة وملكة وأيضا إمبراطورة فمن الأميرة الفينيقية أوروبا إلى الملكة زنوبيا والإمبراطورة الرومانية السورية الأصل جوليا دمنا، وفي عصرنا الحاضر تقلدت المرأة مناصب عدة فكانت أديبة وروائية، ناشطة ومناضلة وسياسية وزيرة ونائبة لرئاسة الجمهورية ولكن رئاسة البرلمان فهذه سابقة جديدة منذ تأسيسه في 1971إلى الآن.
عينت الدكتورة “هدية خلف عباس” الاثنين الفائت (6-6-2016 ) رئاسة لمجلس الشعب خلفا لمحمد جهاد اللحام, وتعيين” نجدة أنزور” نائباً لها، وجاء الفوز استكمالاً للعملية الانتخابية الهزلية التي أعلن عنها النظام لمجس الشعب وذلك خلال اجتماع المجلس لاختيار رئيس ونواب له والذي غاب عنه رأس النظام” بشار الأسد”, ولتصبح أول امرأة تترأس البرلمان في تاريخ سوريا.
إن الفوز جاء بالتزكية في الدورة العادية الأولى للدور التشريعي الثاني, وكما الأمر بالنسبة لنائبها المخرج نجدت إسماعيل أنزور.
و”هدية عباس” من مواليد محافظة دير الزور سنة 1958، تحمل شهادة دكتوراه في الهندسة الزراعية من جامعة حلب، وعملت مدرسة في جامعة الفرات وشغلت مناصب عدة، منها عضو في المكتب الإداري للاتحاد الوطني لطلبة سوريا لفرع المنطقة الشرقية منذ العام 1978 حتى 1983، ومن ثم رئيسة المكتب الإداري للاتحاد الوطني لطلبة سوريا فرع دير الزور، منذ العام 1983 وحتى 1988 وعضو قيادة فرع دير الزور لحزب البعث من 1988 حتى 1998.
كما انتخبت عضوا في مجلس الشعب للدورة التشريعية الثامنة بين العامين 2003 و 2007 والأهم من هذا كله كانت في عضويتها بلجنة المصالحة الوطنية على مستوى محافظة دير الزور.
وحالها كحال كل من يتغنى بالكلمات ممن يعتلون مناصب لدى النظام وعدت الدكتورة عباس بالعمل كفريق واحد لخدمة الشعب السوري وتمثيله في البرلمان والنضال من أجل تحقيق غاياته وآماله التي عقدها على أعضاء المجلس عندما انتخبهم.
وأضافت عباس “إن المجلس سيرفع راية الوطن وكرامة شعبه وسيادة قراره ولن يقبل عن ذلك بديلا، ولن يسكت عن خطأ أو تقصير أو فساد أيا كان مرتكبوه.
لم يسبب فوز “هدية” فرحة للنظام فقط بل وبعد صدور أمر التعيين بدأت القنوات الروسية باحتفالات على تولي أول امرأة قيادة المجلس، وأيضاً جميع الدول الموالية للنظام باركت هذه الحادثة التي لم تحصل في تاريخ سورية.
سعى النظام منذ بداية الثورة السورية لتغيير صورته أمام المجتمع الدولي بإيصال أو لنقل تصنيع المرأة في مناصب عالية وهذا ما فعله مع “هدية” بفوزها بالتزكية، التفاخر بهذا الإنجاز البعثي عبر تاريخ سورية التي لم تستطع امرأة الوصول إلى منصب رئيس مجلس الشعب لم يكن إلا برهانا على فشله وبؤسه ومأساوية الوضع الذي وصل إليه, فهو يحاول في كل مناسبة أن يعكس صورة سورية بين المجتمعات على أنها دولة ديمقراطية تحقق العدالة والمساواة.. لكن أية مساواة غابت عنها المصداقية في كل شيء؟!
المرأة السورية ليست كما يجمّل لها النظام في المناصب والمنابر المرأة السورية أصبحت أسيرة في المعتقلات، ومخيمات اللجوء، وفرداً من مجموعة كبيرة على متن قارب في البحر، تهرب بأطفالها من حرب لا تطاق, وأم ثكلى وأرملة وأخت مفجوعة وبنت يتيمة ولكن بالمقابل أصبحت أيضا مناضلة تقف في وجه طغيانه وجبروته إلى جانب الرجال.
المركز الصحفي السوري – أسماء العبد
مجلة الحدث