الرابع من نيسان عام 2017الساعة السابعة صباحاً استفاقت المدينة على أصوات تحليق طيران النظام، ليليها أصوات انفجار هزَّ أركان المدينة ،بدأت فِرق الدفاع المدني كعادتهابعملية إنقاذ المصابين ظناً منهم أنها إحدى القذائف الصاروخية المعتادة من قِبل قوات النظام على المدنيين العزَّل، ليجدوا أعداداً كبيرة من الجثث الملقاة في الشوارع، حيث وصلت لأكثر من 90 قتيلاً جلُّهم من الأطفال الذين كانوا نائمين في منازلهم ونحو أكثر من 400 مصاب .
517 ألف سوري حرموا من أبسط الحقوق حتى بداية 2011 ، بعضهم لا يستطيع دخول المشفى أو حتى النوم بفندق!!
وبحسب الأعراض التي عانى منها المصابون والتي تتمثّل بخروج زبد أصفر من الفم وتشنج كامل في الأعصاب، تبين أنها أعراض التسمم بغاز السارين .
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد الضحايا الذين تسبب غاز السارين بمقتلهم كانوا 91 مدنياً خنقاً بينهم 33 طفل و23 امرأة، وإصابة مالا يقل عن 520 آخرين، نُقل بعضهم إلى تركيا ومنهم من فارق الحياة هناك .
كما أشارت الشبكة في تقريرها إلى أن روسيا بعد تنفيذ الغارة بغاز السارين، قامت باستهداف مركزٍ طبيّ ومقرّ للدفاع المدني في خان شيخون، كانا يقدمان خدمات الإسعاف لمصابي الهجوم الكيماوي .
حكومة النظام وكعادتها نفت أنها استخدمت أي سلاحٍ كيماويّ، وأنه ليس لديها أي نوع من الأسلحة الكيميائية، أما وزارة الدفاع الروسية أكدت أن طائرات سلاح الجو قد قصفت مستودعاً للذخائر تابعاً للمعارضة المسلحة، ومعملاً لإنتاج القنابل التي تحوي مواد سامة .
إلا أن لجنة التحقيق الدولية المشتركة الخاصة بالبحث في استخدام الأسلحة الكيميائية، توصلت إلى أن النظام هو من استخدم غاز السارين المحرم دولياً في خان شيخون .
أما روسيا الحليف الرئيسي للنظام فقد استخدمت حق النقض (الفيتو) مرتين في مجلس الأمن، لإفشال عمل لجنة التحقيق الدولية .
وعلى صعيدٍ متصل أكد ناشطون من خلال ماشاهدوه، بوجود عدد كبير من الجثث في الشوارع حيث بقيَت لأكثر من ساعتين، دون أن يُجليها أحد إذ أُصيب كذلك فريق الدفاع المدني الذي هرع لإنقاذ المصابين .
“عبد الحميد اليوسف “أحد الناجين من المجزرة المروعة والذي فقد 25 شخصاً من عائلته بينهم زوجته وطفلاه محمد وآية، قال: في تمام الساعة السابعة صباحاً قامت أول غارة للنظام المجرم على المدينة فأخرجت أطفالي وزوجتي من المنزل، بعدها بدأنا نشم رائحة قوية ومزعجة، وأصيب أطفالي بسعال حاد فأبقيتهم في أحد الأماكن، وتوجهت لأرى أخوتي فمنهم من كان قد فارق الحياة ومنهم من كان في حالة اختناق، وتم إسعافهم ثم رجعت لعائلتي لأجدهم كلهم قد فارقوا الحياة كذلك.
4 سنوات مضت على مجزرة الكيماوي ولم يلق النظام أي محاسبة على جرائمه كلها، التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء ومنهم من رحل إلى خارج المدينة وسط صمتٍ دوليٍ خانق، مجزرة الكيماوي في خان شيخون وغيرها تركت وصمة عار على جبين الإنسانية ومازالت جرحاً نازفاً وإنسانيةً تختنق ..
بقلم فداء موراتي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع