” افتراض أن تكون مجرم سبب كافي في سوريا لأن تموت” تلك الكلمات النابعة من قلب إنسان هرم عايش نظام الأسد منذ أحداث الثمانينات إلى الآن فكل المعايير الأخلاقية مع القوانين السياسية مهمشة من قبله، فأي إنسان هو عرضة للاعتقال حسب الزمان أو المكان أو الهيئة.
صحيح أن الأفعال ليست بجديدة على نظام الأسد، إلا أن كثرتها بعد اندلاع الثورة السورية جعلنا نسلط الضوء عليها، لنوضح حيل النظام الخادعة لدول العالم أجمع.
“محمد” من مدينة حماة البالغ من العمر 30 عاماً، يقول: ” فجأة خلال فترة تواجد النظام علمت من أحد الأشخاص بالأفرع الأمنية أن أحدهم كتب “تقرير” خصني بالذكر فيه أنني متطرف ومتشدد بالدين لأنني مواظب على صلاة الفجر يومياً، وأنني أتعامل مع أطراف إسلامية خفية”، وهذا النوع من التقارير ساد بشكل ملحوظ في مناطق سيطرة النظام حتى في شهر رمضان، حيث أن كثيرا من الناس لم يذهبوا إلى صلاة التراويح خشية الاعتقال، فالزمان المواكب لصوت الشعب عقبه اتهامات عديدة جعلت المواطن يخاف أن يتجول مساء أو باكراً في شوارع مدينته وخاصة بالمناطق الأمنية فهو متهم بعمل “إرهابي” إن أخرج يده من جيبه فهي موضع شك ملائم.
فحينما يشعر القاتل أنه سيكون القتيل فممكن أن يقتل الآلاف، ليس وفقا للزمان فحسب، وإنما المكان أيضاً كان مسببا آخر لارتكاب جريمة القتل بحق السوريين.
حسام طالب من مدينة إدلب درس في جامعة تشرين اللاذقية يقول:” ذنبي الوحيد أنني من مدينة يكرهها النظام البعثي، فإذا أنا متهم مزعوم لا يمكنني الحفاظ على ذاتي سواء في البيت أو في الجامعة والطرقات، فمكان إقامتي يكفي لأن أكون مندساً”، ناهيك عن الخطر المحدق بالكوادر التعليمية التربوية الحكومية والمؤسسات العامة للعمل، بالإضافة إلى أن جميع المواطنين بمناطق سيطرة الثوار الذين يذهبون لاستلام رواتبهم الشهرية من مراكز تواجد النظام السوري، هم معرضون للشتم أو السجن بل حتى الموت بمجرد تجريمهم بتهمة عيشهم ببوتقة المسلحين، فضلاً عن أن الكنية (النسبة) عاملاً آخر يضاف لما سبقه ليُؤخذوا بحجة تشابه في الأسماء.
أعراض إرهابية كانت كفيلة لأن تتفشى بين المواطنين فتقضي على المئات منهم، الهيئة والشكل لا تقلان في الأهمية عن الزمان والمكان في التضييق عليهم، كثير هم الأشخاص كانت لحيتهم حجة مباشرة لدكهم في سجون النظام الأسدي، فهم سلفيون كما يسمونهم، “أم علي” من مدينة حمص تقول:” ذهبت إلى أحد الفروع الأمنية الوحشية لأطمئن على ولدي المعتقل، فكنت على شفى حفرة من الاعتقال، لكن التهمة الموجهة لي قد صعقتني، عباءتي السوداء هي من جعلتني في خطر، فاللون الأسود يرعب قلوبهم”.
“متهمون مفترضون” تركيب يلائم المعنى السابق، فوحدهم السوريين هم من يحاسبون على زمانهم ومكانهم وهيئتهم، ليكونوا الدليل القاطع للنظام الأسدي على أنهم مذنبون ويجب أن يعاقبوا ولو من غير ارتكاب جريمة.
المركز الصحفي السوري ـ محار الحسن