يتساءل المواطن السوري المقهور” لماذا الفوسفور الآن ؟!”
العدوان الروسي على المناطق المحررة ليس وليد اليوم, فسماؤها باتت مسرحا وملعبا لطائرات الميغ وقاذفات السوخوي الروسية المدمرة منذ خمسة شهور مضت وحتى هذه اللحظة, واستخدمت فيها ترسانة هائلة من المخزون العسكري للذخيرة الجوية لدولة القياصرة, وقد تصل التكلفة الفعلية لما ألقته طائرات العدوان الروسي خلال هذه الأشهر المنصرمة إلى ملايين الدولارات، فقد بات السوريون خبراء بأنواع وأسماء القنابل الروسية القاتلة التي دمرت العديد من الأبنية والأحياء في المدن والبلدات السورية علاوة عن قتلها مئات المواطنين السوريين المدنيين الأبرياء.
فلطالما استهدفتهم وقصفت تجمعاتهم في الأسواق التجارية والأحياء السكنية وفي كل المناطق التي لا يسيطر عليها حليفها “بشار الأسد” من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب السوري, لكن الساسة الروس لم يعودا مقتنعين بقدرة هذه القنابل التدميرية على حسم المعركة أو قلب بعض موازين القوى على الأرض, وباعتقادهم أن استهداف الطفل السوري هو أحد أساليبهم القذرة للضغط على خصومهم, فكانت المفاجأة أن جثة الطفل الممزقة أو المهشمة تحت ركام المباني المدمرة لم تعد تخيف السوريين على الإطلاق بل على العكس تماما تحولت إلى حالة اعتيادية يومية راح الشعب يستقبلها بكل إصرار على الاستمرار في صبر حتى النهاية.
من هنا كان القرار بتوسيع نطاق الاستخدام الدموي لطائرات القتل والتدمير وتزويدها بالسلاح الجديد “القنابل الفوسفورية” لعلها تكون أداة ضغط أكبر من خلال إحراق جثث الأطفال والنساء والشيوخ في سورية، فصبت الطائرات جام غضبها على مدن وبلدات أرياف حلب الشمالي والغربي والجنوبي ولا سيما بعد أن قام وزير الدفاع الروسي بزيارة مفاجئة لسورية، ومن هذا المنطلق نستطيع أن نلمس المأزق العسكري للحليفين الروسي والسوري على الأرض، فلا نستطيع أن نقول إن الدبلوماسية الروسية نجحت في كسب مواقف كثيرة لصالح النظام السوري، ولكن بالأحرى يجب أن نقول إن وقاحة القتل الروسي وبوحشية مفرطة من جهة والسكوت الدولي عن هذه الجرائم الممنهجة من جهة أخرى هي التي نجحت في بعض المراحل بكسب بعض المواقف السياسية للنظام عن طريق كسب بعض المواقع من المعارضة على الخريطة الجغرافية.
ولأن قوات النظام السوري تكبدت خسائر فادحة في الآونة الأخيرة ولا سيما في ريف حلب الجنوبي رغم التغطية الجوية الكثيفة من قبل الطيران الروسي جاء قرار توسيع نطاق استخدام الأسلحة المخبأة في جعبة روسيا بما فيها المحرمة دوليا كالعنقودية والفوسفورية لزيادة الضغط على الحلقة الأضعف “المدنيين”.
وفي كل مرة تستخدم فيها روسيا أو النظام سلاحا جديدا يزداد المواطن السوري تسلّيما بالأمر الواقع أن المجتمع الدولي سيبقى بموقف المراقب فقط لجرائم روسيا المرتكبة بالأسلحة المحرمة دوليا.. لكن السؤال الأبرز الذي يبقى يدور في ذهن السوري المقهور في الداخل ماذا بقي في جعبة “الكرملين” من المحرمات الخبيثة ؟
المركز الصحفي السوري– فادي أبو الجود