لم يبق هناك متسع في قلوب السوريين لمزيد من الآلام، لم يعد هناك مجال لصبرهم أن يطول بعد أكثر.. فمن قلب مدينة على ضفاف نهر الفرات يموت أهلها من العطش، من وسط مدينة استقبلت الآلاف من النازحين يعيش أهلها الآن في الصحاري مشردين..
حالة إنسانية صعبة يعيشها سكان مدينة الميادين في ظل القصف المستمر من طيران التحالف الدولي والروسي والطيران التابع للنظام، إضافة إلى الأوضاع الإنسانية والخدمية السيئة التي يعاني منها الأهالي، من جوع وندرة المياه وحركة النزوح التي تشهدها بحثاً عن مكان آمن يحميهم من قصف الطائرات بعد سيطرة تنظيم الدولة عليها.
فقد لجأ الأهالي في ظل انقطاع الكهرباء إلى إيجاد حلول بديلة عنها وهي استخدام المولدات الكهربائية، لكن هذا الحل مكلف للغاية خاصة في ظل الحالة الصعبة التي يعاني منها الأهالي وخاصة الفقراء منهم.
تعتبر مدينة الميادين الواجهة التجارية لمحافظة دير الزور فهي تبعد 40كم عنها باتجاه الشرق وتقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات.
فمن الغريب لأهالي “منطقة الفرات” أن يواجه سكانها الموت عطشاً، ففي رحلة النزوح من مدينة الميادين بحثاً عن مكان آمن ليعيشوا فيه، استعان أهالي المدينة بمجموعة من المهربين ليوصلوهم إلى مخيمات اللاجئين الذين تركوهم في العراء حيث الظروف البيئية الصعبة والحرارة العالية مما تسبب بوفاة 3 أشخاص هم الطفلة “يمامة” ووالدتها “غصون محمد عارف الآلوسي” وجدة الطفلة “زهرة الصايل”، حسب حديث لـ”أورينت نيوز” مع أحد أقارب الضحايا “عمار الراوي”.
علماً أن؛ مدينة الميادين التي أعلن الجيش الحر عن تحريرها في الثلث الأخير من عام 2012، أصبحت تحت سيطرة تنظيم الدولة في عام 2014، حيث بدأ الطيران الروسي وطيران التحالف بشن هجوم جوي مكثف على المدينة بحجة محاربة تنظيم الدولة.
فقد أطلق ناشطون في العاشر من يوليو الجاري حملة باسم “كن معهم” للوقوف ضد الهجمة الجوية العنيفة التي تتعرض لها المدينة، التي راح ضحيتها المئات من المدنيين وهدمت الكثير من المباني والمرافق الخدمية في المدينة، مع وضع مأساوي يعيشه المدنيون نتيجة منع التنظيم لهم الخروج من المدينة.
المدنيون لم يستخدموا فقط كدروع بشرية في مناطق سيطرة تنظيم الدولة، أو كأرقام لشهداء قصف هجمي وعشوائي من قبل طيران التحالف الدولي وغيره، بل أصبحوا أيضاً ضحايا لتجار البشر والتهريب في تلك المناطق.
المركز الصحفي السوري – ديانا مطر