سلطت صحيفة لوموند الفرنسية الضوء على ما أسمته “السخرية القاسية” في إشارة إلي معركة الفلوجة التي تقودها القوات العراقية والميليشيات الشيعية ضد داعش والتي تدعمها الولايات المتحدة. فعلى الرغم من إعلان تحرير المدينة، فإن عناصر داعش تستمر في التقدم شمال الفلوجة. وتعد هذه كارثة إنسانية حقيقة بحق الالاف المواطنين السنة الذين يواجهون عمليات انتقامية من الميليشيات الشيعية.
وكما فعلت الولايات المتحدة من تأجيج طائفي في العراق منذ عقد من الزمان، تفعل نفس الشيء في شمال شرقي سوريا بدعمها القوات الديمقراطية السورية التي تقوم بهجوم في الرقة السورية ضد داعش والتي يخشى من قيامها بعمليات انتقامية ممنهجة ضد الشعب السني هناك على غرار ما تفعله الميليشات الشيعية ضد السنة في العراق.
وشددت الصحيفة على أن الأيام الماضية منذ مجزرة أورلاندو قد أكدت أن إدارة أوباما ترفض ليس فقط معالجة التهديد الإرهابي من أساسه، ولكن أيضاً قبول الواقع والحقيقة.
وأضافت الصحيفة أن الإدارة الديمقراطية الحالية ترفض استخلاص الدروس من دراما فلوريدا من أجل تعديل سياستها، وترتكب العديد من الأخطاء الجوهرية بتصميمها على عدم الاعتراف بوجود إرهاب يقع على أراضيها، والإقرار بخطأ بسياستها في منطقة الشرق الأوسط، ومنها ترك روسيا وإيران تفرض شروطهما على أساس أن تعاونهما شرط أساسي لمواجهة داعش، مما أجج العداء ضد السنة في المنطقة وما حولها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد قصف الأسد لضاحية في دمشق بالغاز في أغسطس 2013، فإن أوباما بدلا من وضع الخطوط الحمراء لهذه الجريمة النكراء، قام على العكس بعقد اتفاق مع فلاديمير بوتين حول عدم تسليح نظام بشار الأسد وإعادة وضع موسكو في مركز اللعبة. كما أن دخول موسكو في الحرب بجانب الديكتاتور السوري في سبتمبر عام 2015 لم يكن له رد فعل أمريكي إلا شفوياً في الوقت الذي تركز فيه الضربات الروسية على المعارضة السورية وليس داعش.
وأكدت الصحيفة أن الأيام الأخيرة قد أوضحت مدى تسامح الإدارة الأمريكية تجاه السياسة الروسية في المنطقة وذلك عندما قامت موسكو في السادس عشر من يونيو الجاري بقصف مواقع للجيش السوري الجديد المدعوم من الولايات المتحدة وجددت هذا القصف على الرغم من نشر طائرات أمريكية، ناهيك عن الكشف على استخدام الطائرات الروسية لأسلحة عنقودية في سوريا، الأمر الذي يعد فضيحة، وهذا التسامح لم يساعد على نجاح موسكو فى مجابهة داعش الذي استطاع صد هجوم النظام السوري المدعوم بقوة من موسكو في مدينة الرقة.
واختتمت الصحيفة بأن أوباما لم يغير نهجه ما بعد اورلاندو، وبدلاً من توقع المصائب أو الأزمات قبل حدوثها، فهو يدمر قدرة الولايات المتحدة على مواجهتها. وخلال السبعة أشهر القادمة حتى تنصيب الرئيس الجديد، ستواجه الولايات المتحدة العديد من التهديدات الكبرى.بحسب تقدير الصحيفة.
الإسلام اليوم-قسم الترجمة-محمد بشارى