لوفيجارو
أكد بصوت عالٍ لمحاوريه: “جبهة النصرة ليست تنظيمًا إرهابيًّا”، فعند مروره إلى القاهرة للقاء عناصر أخرى من المعارضة السورية، الزعيم القبلي عبدالرزاق في إدلب في شمال غرب سوريا الّتي حُرّرت في مارس الفائت من نيران نظام بشار الأسد عن مدينته: “اليوم، تُدار من 6 كتائب معادية للأسد قامت بتحريرها، وهي مجتمعة تحت راية جيش الفتح ويشمل هذا الائتلاف إسلاميين مثل أحرار الشام، وأيضًا مقاتلون من قبيلتي، وجبهة النصرة ليست سوى واحد من عناصر هذه المجموعة ولا علاقة لها بقاطعي الرؤوس في الدولة الإسلامية“.
عودة بطيئة “للحياة الطبيعية”
أمّا هيثم الحفيصي الجنرال السابق في الجيش السوري، والّذي انشق للالتحاق بالمعارضة فيقول: “ربّما لا نشترك في الأفكار نفسها، ولكن في الوقت الراهن، لا أرى أيّ مشكلة في القتال إلى جانب جبهة النصرة باعتبار أنّ هدفنا مشترك: إسقاط النظام ومحاربة داعش” ويرى أنّ السيطرة الأخيرة على قاعدة للجيش السوري بالقرب من المحور الاستراتيجي درعا – دمشق يعدّ “مثالًا آخر – جنوبًا هذه المرّة – على نجاح التحالف بين جبهة النصرة والفصائل الأخرى“.
يتحدّث السكان الّذين تواصلنا معهم من إدلب عن العودة البطيئة لـ “الحياة الطبيعية”؛ إذ يقول الناشط الإدلبي خالد دنون: “الجميع أحرار، وإذا كنت تريد التقدّم بشكوى فعليك الذهاب إلى المحكمة، أمّا جيش الفتح فيشرف على توزيع الأغذية، ويسعى إلى استعادة الماء والكهرباء. وفي الشارع، تتناوب العديد من الكتائب فيما بينها لضمان أمن المدينة” مضيفًا إنّ “الغارات المستمرّة من النظام أسوأ ما يحدث“.
وتشاطره في هذا الرأي سيما (اسم مستعار) إذ تعتبر هذه الثورية المنخرطة في لجان التنسيق المحليّة أنّ “جبهة النصرة لا تسعى إلى فرض قوانينها” مضيفة في لقاء لها عبر سكايب: “أستطيع كامرأة ارتداء ما أريد وليس هناك أيّ إجبار لوضع الحجاب كما يمكن للأقليات الدينية ممارسة شعائر أديانهم دون أيّ قيد” وكدليل على هذا تشير إلى صورة متجر مسيحي التقطت قبل يومين؛ إذ كُتب على جدار المحلّ بخطّ عربي: “خائن كلّ من يعتدي على غير المسلمين” وتحمل الجملة توقيع جبهة النصرة.
وأشارت الشابة أيضًا إلى تصريحات أبو محمد الجولاني في لقائه الشهر الماضي على قناة الجزيرة القطرية ؛حيث أكّد زعيم جبهة النصرة في هذه المقابلة النادرة على أنّه لا يعتزم استخدام سوريا من أجل مهاجمة الغرب، معتبرًا أنّ خلافة خصمه – تنظيم الدولة الإسلامية – “غير شرعية” وأكّد أيضًا على أنّه يريد حماية الأقليّات.
ولكن مقتل نحو 20 قرويًا درزيًا قبل 10 أيّام غذّى الشكّ ممّا دفع جبهة النصرة إلى تهدئة الوضع من خلال الإعلان عبر حسابها على تويتر عن “نيّتها معاقبة” عناصرها المتورّطين في عملية القتل.