جميعنا يتفق على أن أطفال سوريا لاذنب لهم في ما يجري، فهم من يقوم بدفع أغلى الأثمان في حرب حولتهم من أطفال لبناة مستقبل في وقت مبكر، لينخرطوا في سوق العمل بشكل جدي أكثر من السابق، وبحسب آخر دراسة صدرت عن وزارة العمل، فإن نسبة عمالة الأطفال في سوريا وصلت عام 2011 لنسبة 8% من مجمل عدد الأطفال في سوريا. حين نتحدث عن الأطفال لانفرق بينهم سواء في مناطق المعارضة أو في مناطق النظام، فهم في الحالتين فقدوا آباءهم جراء الحرب، لتفقد العائلة المعيل لها، تقول أم سالم أنها أجبرت طفلها على فتح محل والده “السمانة” في دمشق بعد أن التحق زوجها بالجيش، وهي لا تعلم مصيره حتى هذه اللحظة، أو حتى اذا كان من بين الأحياء أو في عداد الأموات، ليترك سالم المدرسة ويلتحق بسوق العمل. “كنت أذهب أراقب أبي في العطلة، كان يعلمني كيف احمل مرش الماء لغسل السيارة” يتحدث فيصل من سكان سرمين أن أمه أجبرته على مساعدة عمه في محل أبيه، ” لازم لما تكبر تستلم مغسلة أبوك”، ” هذا ماتردده أمي على مسامعي يوميا، فقد استشهد أبي بأحد الغارات على سرمين منذ عامين، لأكون أنا بديلا عنه في العمل.” فقد حذرت ” منظمة الأمم المتحدة للطفولة” يونسيف ومنظمة ” سيف ذي تشيلدرن” في تقرير صدر لها منتصف العام الماضي أن تفاقم عمالة الأطفال السوريين بلغ مستويات خطيرة جدا، نتيجة الحرب الدائرة في سوريا والأزمة الإنسانية الناجمة عنها، وأضافت المنظمة ” أيد صغيرة وعبء ثقيل، وأن النزاع والأزمة الإنسانية في سوريا يدفعان بأعداد متزايدة من الأطفال ليقعوا فريسة الاستغلال في سوق العمل”. في حين أن النظام السوري لم يستطع حماية الأطفال من هذه الظاهرة المنتشرة بشكل كبير في مناطقه، لتشرح “هديل الأسمر” رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة بقولها:” أن أكثر ما يتعرض له الأطفال في الحرب هو الاستغلال الجنسي وبيع الأعضاء، لتؤكد أن الأطفال حالهم أفضل بكثير في مناطق النظام، وأن الحكومة تؤمن التعليم المجاني لهم وكذلك المشافي بخلاف كثير من الدول!!”. حسب منظمة اليونسيف فإن جميع الأطفال بحاجة للدعم النفسي الفوري بسبب ما تعرضوا له من صدمات خلال الخمس أعوام الماضية، أحلامهم انتهت لتتحول إلى واقع فقدوا فيه أبسط حقوقهم وهو حق اللعب والضحك، فهل لأطفال سوريا أمل أن يكون غدا أفضل لهم؟ .
المركز الصحفي السوري _محمد المحمود