قدم وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، ناصيف حتّي، اليوم الإثنين استقالته من منصبه، لغياب إصلاحات ضرورية لحصول لبنان على دعم خارجي للحد من حالة الانهيار الاقتصادي، بحسب ما أفادت به مراسلة تلفزيون سوريا في لبنان.
وانتقد حتّي غياب “إرادة فاعلة” لتحقيق إصلاحات ملحة يضعها المجتمع الدولي شرطاً لحصول لبنان على دعم خارجي يخرجه من دوامة الانهيار الاقتصادي.
وقال حتّي في بيان تنحيه الذي اطّلع عليه موقع تلفزيون سوريا، “بعد التفكير ومصارحة الذات، ولتعذر أداء مهامّي في هذه الظروف التاريخية والمصيرية (…) وفي غياب إرادة فاعلة في تحقيق الإصلاح الهيكلي الشامل المطلوب الذي يطالب به مجتمعنا الوطني ويدعونا المجتمع الدولي للقيام به، قررت الاستقالة من مهامي كوزير للخارجية والمغتربين”.
وقَبِل رئيس الوزراء اللبناني، حسان دياب، استقالة حتّي على الفور، وبدأ اتصالاته لتعيين وزير جديد، حيث تتم مناقشة الموضوع حالياً مع رئيس الجمهورية، ميشال عون، وفق مراسلة تلفزيون سوريا.
وكان حسان دياب قد شكل في مطلع العام الحالي حكومة اختصاصيين، حظيت بدعم رئيسي من “حزب الله” وحلفائه، في خضم أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ لبنان الحديث.
وجاء في بيان حتّي “شاركت في هذه الحكومة من منطلق العمل عند رب عمل واحد اسمه لبنان، فوجدت في بلدي أرباب عمل ومصالح متناقضة”، محذراً “إن لم يجتمعوا حول مصلحة الشعب اللبناني وإنقاذه، فإن المركب لا سمح الله سيغرق بالجميع”، ومن أن “لبنان اليوم ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة”.
ويعتبر حتّي من الوزراء الاختصاصيين نظراً لخبرته الطويلة في السلك الدبلوماسي، وهو من الوزراء الذين سماهم “التيار الوطني الحر” الذي يتزعمه رئيس الجمهورية، ميشال عون.
وتداولت وسائل إعلام محلية احتجاج حتّي على أداء دياب خصوصاً في ما يتعلق بملف الخارجية وطريقة التعامل مع المجتمع الدولي، وفق وكالة “فرانس برس”.
ويشترط المجتمع الدولي، وعلى رأسه فرنسا التي زار وزير خارجيتها جان إيف لودريان لبنان الشهر الفائت، إجراء إصلاحات ضرورية وعاجلة للحصول على دعم خارجي يساهم في إعادة تشغيل العجلة الاقتصادية، لكن الحكومة اللبنانية ورغم وعود كثيرة أطلقتها لم تقدم على أي خطوات ملموسة بعد، وفق مراقبين.
وانتقد رئيس الحكومة قبل أيام زيارة لودريان، الذي حذَّر من أن لبنان “بات على حافة الهاوية” في حال لم تسارع السلطات إلى اتخاذ إجراءات لإنقاذه.
وقال دياب إن المسؤول الفرنسي كان لديه “نقص في المعلومات” حول مسار الإصلاحات الذي بدأته حكومته ولم تحمل أي جديد.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فقد أثار استبعاد دياب لحتّي عن اللقاء الذي عقده مع لودريان بحضور ثلاثة وزراء امتعاض الوزير المستقيل.
نقلا عن تلفزيون سوريا