صحيفة الحياة
زار المبعوث الدولي، سورية الأحد الماضي وطرح خطته على المسؤولين السوريين بينهم وزير الخارجية وليد المعلّم والرئيس بشار الأسد ولكن لماذا اختيرت حلب دون المدن السورية الأخرى لتكون المدينة السورية التالية بعد حمص التي تطلق إزاءها مبادرة لوقف النار.
وعزا الموفد الدولي اختياره حلب لتكون منطلق لمبادرته، إلى كونها “تحت الضغوط منذ أعوام وفي نزاع مستمر”، بخاصة بعد صدمته من الدمار الهائل الذي رآه خلال زيارته مدينة حمص وسط سورية في الأيام الماضية.
وقال دي ميستورا: “لا نريد أن يحصل ذلك في حلب ولهذا السبب توصّلت إلى طرح المبادرة وهي السبيل الجديد من أجل وقف تصعيد العنف وخصوصاً في منطقة محددة تبدأ في حلب”.
وقال الموفد الدولي إن “النظام ينتظر اتصالنا بالأطراف المعنية الأخرى والمنظمات الأخرى والناس والأشخاص الذين سنتحدث إليهم من أجل المضي بهذا الاقتراح إلى الأمام”.
وكشف مصدر سوري رسمي لصحيفة “الوطن” السورية عن مضامين مبادرة تجميد القتال في حلب، معتبراً أن المبادرة محصورة بأحياء المدينة وليس بريفها حيث يتابع الجيش السوري عملياته في محاربة “الإرهاب”.
ولم يتضّح بعد ما إذا كانت المبادرة ستنصّ على انسحاب المقاتلين المعارضين من حلب إلى مدن أخرى على غرار ما حصل في حمص القديمة، كما لم يتضح كيفية التعامل مع أي خرق لها وهو ما لفت إليه المصدر نفسه الذي قال إن مصطلح “تجميد القتال” “لا يعني إغفال أي خرق للمبادرة من قبل المسلحين، فالجيش سيرد على أي إطلاق نار أو اعتداء بالطريقة التي يراها مناسبة ودون تردد”.
وبعد سيطرة وجيزة على أجزاء من مدينة حلب وريفها، تمكنت المعارضة المسلحة من التقدم والسيطرة على الحدود مع تركيا وبالتالي السيطرة على المعابر الحدودية وعلى الحركة التجارية في الشمال، واتهم النظام فصائل معارضة بسرقة المعامل وتفكيكها وبيعها في الأسواق التركية.
وفي جميع الأحوال، أقر دي ميستورا بأن خطته إن نفّذت تبقى خطوة أولية وليست خطة سلام، مشدداً على أن “القول إننا نملك خطة للسلام طموح ومضلل. لكن لدينا خطة للعمل. وتبدأ خطة العمل من الميدان: أوقفوا القتال وقلّصوا العنف”.