لم تقف المرأة وحيدة مكتوفة الأيدي في ظل الحرب السورية التي طالت كل شيء، منذ انطلاق الثورة والمرأة تحاول المشاركة في كل شيء، سواء في علاج المصابين أو في العمل الإعلامي أو في المظاهرات؛ رداً على سياسة النظام والمطالبة بإسقاطه.
لم تنته القصة هنا بل كانت هي البداية …إن طول مدة الصراع الذي دخل عامه السابع، زاد من المشاكل على جميع الأصعدة التي باتت تعاني منها الأسر السورية؛ ما جعل المرأة تعمل إلى جانب الرجل لتستطيع تأمين لقمة العيش لها ولأبنائها بعد فقدان أو غياب المعيل لهذه الأسر إما بسبب القصف أو الخطف أو المصير المجهول له في سجون النظام.
وهنا زادت الأعباء الواقعة على المرأة التي تعاني منها في ظل الأوضاع الراهنة في البلاد وصعوبة الحصول على عمل يؤمن لها لقمة العيش لها ولأولادها دون أن تمد يد العون وتطلب المساعدة من أحد.
أم محمد (40) عاماً، أصبحت هي المعيل لخمسة أولاد بعد فقدانها لزوجها إثر استشهاده في معارك ريف حلب الغربي، فقد لجأت لتعلم مهنة الخياطة والحياكة في ورشة صغيرة لتستطيع كسب لقمة عيشها في ظل الأوضاع الصعبة التي يجد الرجال فيها صعوبة بالغة لتأمين قوتهم اليومي فكيف سيكون الوضع إن كان المعيل هو المرأة؟.
لم تقتصر القصة على المعاناة التي تعاني منها الأم السورية كل يوم بل نجد مواقف مؤلمة لأمهات تحملن ألم الفراق؛ فراق الأبناء الذين ذهبوا ضحية هذه الحرب على أيدي قوات النظام.
“صباح العبود” التي أطلق عليها نشطاء الثورة اسم “الخنساء” تروي قصة معاناتها وآلامها بعد أن نجت هي في العام الماضي من قصف الطائرات التابعة لقوات النظام وفقدت أولادها “إبراهيم وأحمد وسامر المناجرة” خلال ثورتهم ضد قوات النظام.
ونتيجة قصف الطيران الحربي بعدة غارات جوية، أمس الأحد، على بلدة النعيمة بريف درعا الشرقي استشهدت السيدة “العبود” المعروفة باسم “أم سامر” لتعانق أرواح أولادها ولتنضم إلى قافلة النساء اللواتي تحملن كل ظروف الحرب وآلامها لنيل الحرية والكرامة.
هذا هو حال الشعب السوري بشكل عام والمرأة بشكل خاص، معاناة، فقدان وألم.. مسؤوليات تقع على عاتقها بعد أن كان الرجل هو المعيل لها ولأولادها لتجد نفسها أمام خيار لا مفر منه وهو التغلب على الواقع والصمود في وجه الظلم والألم في سبيل الحرية والكرامة والتغلب على الطغاة.
المركز الصحفي السوري – ديانا مطر