بعد خسائر النظام المتتالية من عناصره بين قتيل وأسير، حرص النظام على تجنيد النساء في الجيش السوري، فقد كان العام الماضي المرة الأولى التي جند فيها النظام قنّاصات تعمل لصالح الحرس الجمهوري .
“لبؤات الأسد” هذا ما يطلق على قناصات الحرس الجمهوري، فلم يتم تحديد مسقط رأسهن فأغلبهن من الطائفة العلوية على حسب زعم بعض الناشطين، إلا أن جميع الفيديوهات التي رصدت هذه الفتيات لا تدل على ذلك.
في بدء الثورة كان تواجد القناصات مجرد إشاعات و توقعات لا أكثر، إلا أنه و في عام 2014 قامت قناة روسيا اليوم بمقابلة لمدة ساعة توثق تحركات و حياة هذه الفتيات و كيف تم تدريبهن و أماكن تواجدهن .
“أشعر بسعادة كبيرة ففي يوم واحد قنصت 11 إرهابياً ثم عدت إلى مركزي و تمت مكافئتي بشهادة تقدير من مديري كما يكرم طلاب المدارس ” هذا ما جاء على لسان قناصة في مقابلة على القناة الروسية فهي تقتل بدم بارد!، فحسب قول علي و هو الشخص المسؤول عن كتيبة القناصات على نفس القناة :”إن النساء يتمتعن بالصبر بشكل يفوق الرجال، فكثير من القناصات تتابع هدفها لمدة تصل أحياناً لـ 3 ساعات متواصلة دون تعب و منهن من خسرت حياتها في قنص ضحيتها المرتقبة “.
بحسب التقارير المصورة أن أغلب أماكن تواجد هذه القناصات في دمشق في حي جوبر و القابون وداريا فقط على خطوط الدفاع الأمامية، و تكون القناصة على الجبهة حسب برنامج دوام يومي أو أسبوعي، إذ بلغ عددهن800 فتاة يتراوح أعمارهن من 17 سنة حتى 45 سنة .
“قد أخسر حياتي في حال رميت مرتين من نفس المكان، فالإرهابي قادر على تدمير المبنى فوق رأسي لو عرف مصدر إطلاق الرصاص ” تتحدث ريم بثقة فهي تغير موقعها باستمرار لضمان عدم استهدافها .
بعد سرية الفتيات القناصات ورواجها بطولاتهم والحوافز التي نالوها من قبل النظام، وتعاقد النظام معهم لمدة 20 عام برواتب مغريه ، قام النظام بتشكيل كتيبة جديدة تسمى المغاوير ومهمتها الأولى قيادة الدبابات واقتحام وقتال في المعارك ، حيث تأكد جميع المغوارات أن هدفهن الأول هو حماية الوطن وفداء القائد بشار!!
31مارس2015 الفصائل الثورية تتعامل مع القناصات بالحيلة عن طريق تجنيد عسكري للتقرب من إحداهن ومعرفة تفاصيل تحرك الباص المسؤول عن نقلهن من وإلى خط الجبهة، فتم نصب الكمين وانتظار ساعة الصفر، ليقتل أغلب من كان في الباص من القناصات على حسب قول موقع حدث نيوز الموالية للنظام.
في المقابل نرى أن الفصائل الثورية قد رحبت بدخول المرأة في معاركها، فبرزت “جيفارا” مقاتلة من مدينة حلب، كانت الحالة الأولى في عام 2013، إلا أن هذه المشاركة لم تكن فعالة على الأرض بشكل أساسي، ففي عام 2014م نشرت مجلة “تايم” الأمريكية أسماء مقاتلات وأماكن تواجدهن ،على الأراضي السورية لم يكن العدد كبير وحتى لم يكن عملهن منظم أو تابعين لجهة محددة فكل واحدة منهن لها قصتها، أفضت بها إلى حمل السلاح لفترة ما من الزمن، فكانت دوافعهن انتقامية لفقدان إخوتها أو فقدان زوجها أو أبنائها أو حتى بيتها.
تبقى المرأة على جميع الأصعدة هي الخاسر الأكبر في الحرب، فمن الظلم أن يتحول الحنان والعطف إلى قسوة وقتل وعنف، وينبغي حصر دور المرأة بأعمال تليق بها من خلال مشاركتها في صنع القرار بكافة مجالات الحياة اﻷخرى.
أماني العلي
المركز الصحفي السوري