قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الولايات المتحدة الأميركية في وضع لا يسمح لها الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بوقف الصراع في سوريا، بسبب الخلافات الموجودة داخل إدارتها حول الشأن السوري.
وأضاف خلال استقباله في موسكو، زعيم تيار المستقبل اللبناني سعد الحريري، اليوم الثلاثاء، أن أطرافا في الإدارة الأميركية، ومنذ البداية، لا تريد الوصول إلى اتفاق بشأن سوريا، مشيرًا أنه “في الأمس وللأسف، نجح الجناح المعارض لإيجاد حل سياسي في سوريا، والساعي بوضوح لتنفيذ سيناريوهات عسكرية”.
واتهم وزير الخارجية الروسي الولايات المتحدة بـ”عدم الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالإبقاء على طريق الكاستيلو في حلب مفتوحًا لإيصال المساعدات الإنسانية فضلًا عن الفصل بين “المعارضة المعتدلة” والمجموعات الإرهابية”، مشددًا أن “هذا الوضع محزنٌ للغاية، إلا أننا سنواصل بذل جميع الجهود لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي”.
من جانبه، قال زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، إن الأزمة السورية لا يمكن حلها دون تضافر جهود الولايات المتحدة، وروسيا، وبلدان المنطقة. مشيرًا أن السيناريوهات المتعلقة بحل الأزمة السورية بالوسائل العسكرية، غير مقبولة من قبل الشعب اللبناني وبلدان المنطقة.
وأعلنت واشنطن، أمس، تعليق المشاركة في المباحثات الثنائية مع موسكو، والمتعلقة بالصراع في سوريا، بعد أن هدد وزير الخارجية الأمريكي، الأسبوع الماضي، نظيره الروسي، سيرغي لافروف، بوقف الولايات المتحدة تعاونها مع موسكو بخصوص الأوضاع في سوريا، إذا لم توقف روسيا ونظام بشار الأسد فوراً غاراتهما على مدينة حلب شمالي البلاد، والعودة إلى وقف الأعمال العدائية.
وفي 9 سبتمبر/ أيلول الماضي، توصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة، ويتكرر بعدها لمرتين، وبعد صموده 7 أيام يبدأ التنسيق التام بين الولايات المتحدة وروسيا في قتال تنظيم “داعش” وجبهة فتح الشام، وشملت الأهداف الأولية للاتفاق السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
ومنذ إعلان النظام السوري انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام، تشنّ قواته ومقاتلات روسية، حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وتعاني أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، حصاراً برياً من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من شهر، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية، ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني موجودين فيها.
الأناضول