تمكن الشاب السوري عبدالله كرم من تطوير لعبة أطلق عليها اسم Path Out والتي تحاكي طريق هروبه من سوريا حتى وصوله النمسا.
تنطلق أحداث هذه اللعبة بحسب صحيفة ABC الإسبانية، من منزل واقع في وسط سوريا العام 2011، حيث يعيش طفل مع عائلته من دون كهرباء، في هذه اللعبة، تتوجه أم بطل المغامرة لطفلها قائلة: “الحكومة بصدد قطع الكهرباء من جديد، تحل بالصبر”.
ومن هذا المنطلق، كلفت الأم طفلها بالمهمة الأولى ضمن اللعبة، إذ ينبغي أن يسارع للبحث عن قارورة غاز كي تتمكن والدته من طهي الطعام.
في حين كان الطفل يبحث عن قارورة غاز في الظلام الحالك، عثر على صورة لقلعة في أوروبا، ومن هناك أخذ الهدف الأساسي يتبلور في ذهنه.
ويقول عبد الله: “لقد مررت بكل تلك الأحداث التي عرضتها اللعبة في الحياة الواقعية. مازلت أذكر اليوم الذي فكرت فيه للمرة الأولى في إمكانية ترك كل ما يربطني ببلادي، كنت آنذاك أستبعد أن يكون الفرار أمراً ممكناً”.
تجدر الإشارة إلى أن عبد الله كرم كان يحب الرسم كثيراً، وقد قدم إلى النمسا حاملاً العديد من رسوماته في حقيبته، وسرعان ما تحولت هذه الرسومات إلى ركيزة لعبة الفيديو، التي أنتجتها وعملت على تطويرها الشركة الألمانية، Causa Creations، التي يقع مقرها في مدينة كارلسروه في ألمانيا، وهي متخصصة في إنتاج الألعاب التي ترمي إلى تناول المسائل الاجتماعية الراهنة.
وبالعودة إلى أهداف اللعبة، يتعين على بطل اللعبة التغلب على العديد من العقبات، سواء المطاردات، أو الجنود، أو الرقابة وحقول الألغام، إلى غير ذلك للوصول إلى وجهته في أوروبا.
وعلى امتداد مغامرته، يتعين على اللاعب أن يهب إلى مساعدة أشخاص آخرين، فقدوا بدورهم كل شيء. فضلاً عن ذلك، ينبغي أن يحافظ على حياته من خلال الاحتماء بالمباني التي دمرتها القنابل، وذلك لجمع أقصى قدر من النقاط لإرسالها إلى أسرته التي تركها في المنزل.
ومن ناحيته قال مدير المشروع، المطور الألماني، جورج هوبير أنه عندما اطلع على الرسومات، كانت مؤثرة للغاية، وأدرك حقاً أن من يلعب Path Out سيتأثر بأحداث القصة ويعيشها تماماً مثلما عاشها الأطفال الذين أُجبروا على الفرار من أراضيهم للبحث عن مستقبل أفضل في مكان آخر.
وأضاف هوبير قائلاً: “لقد تعرفت على عبدالله في سالزبورغ خلال عرض مسرحي، بعد أسبوعين فقط من قدومه إلى النمسا”.
وتابع: “عندما رأيت رسوماته فكرت أنه يجب علينا الاستفادة منها بطريقة أو بأخرى. ربما كان عبدالله يفكر في استغلال هذه الصور في عمل فكاهي، لكنني كنت مقتنعاً أن لعبة الفيديو ستكون الخيار المثالي الذي يليق بتجسيد هذه الصور. وقد أكدت لي ردود الفعل الأولى من قبل الجمهور أنني لم أكن مخطئاً على الإطلاق”.
ورغم الصعوبات التي واجهها عبدالله في رحلة فراره من الحرب، إلا أنه لا يزال يحلم بالعودة إلى بلاده، وقال: “أنا أحب سوريا. لقد غادرت البلاد استجابة لرغبة أبي وأمي، لأنهما كانا خائفين جداً خاصة في أعقاب تورط أخي في معركة محتدمة خلال مظاهرة ضد الرئيس بشار الأسد. لا تعتبر هذه القصة حكراً عليّ، فقد شهد العديد من الأطفال الآخرين تجارب مماثلة لما تحملته من مصاعب. في الوقت الراهن، نحن نرغب في أن نروي لكل العالم كل التجارب القاسية التي مررنا بها في حياتنا”.
“سوبر ماريو” سوري
وقبل عامين تقريباً، ظهر “ماريو” بطل إحدى أشهر ألعاب الفيديو مرة أخرى، ولكن هذه المرة كبطل سوري يحاول تخطي الصعاب عبر 5 مراحل.
اللعبة التي كان لها مكانتها عند جيل الثمانينيات عادت لتنتشر على الشبكات الاجتماعية بتسجيل فيديو يحمل عنوان “مرحلة اللجوء”، إذ يحتاج “سوبر ماريو” 2000 دولار لبدء اللعبة بانطلاقه مع المهرّب من تركيا إلى اليونان، ومنها إلى الحدود المجرية حيث يكون معرضاً لخطر السجن والاعتقال.
وتأتي بعدها مرحلة “البصمة” التي يخشاها السوريون، لأنه في حال أجبرتهم الحكومة المجرية عليها، خسروا اللعبة ولم يستطيعوا متابعة الرحلة إلى البلد المقصود، وذلك طبقاً لاتفاقية “دبلن” التي تشير إلى أن دراسة طلبات اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي تخضع لدولة واحدة فقط، تكون مسؤولة بتنظيم إجراءات اللجوء والتي في هذه الحالة هي المجر.
وبعبارة “أهلاً بالناجين” تنتهي اللعبة التي يصل فيها “سوبر ماريو السوري” إلى مخيم اللجوء “الكامب” إما في السويد أو ألمانيا.
سواليف