لأول مرة منذ توليه منصب ولي الفقيه، يعترف آية الله علي #خامنئي الذي يصفه الإعلام العربي بـ”المرشد الأعلى للنظام”، بما اعتبره خطأه في السماح لانضمام #إيران إلى المفاوضات النووية قبل بضع سنين والتي أفضت إلى #الاتفاق_النوويوإلغاء العقوبات الدولية.
وكانت مختلف وكالات الأنباء الرسمية وشبه الرسمية الإيرانية، نشرت يوم أمس كلمة لخامنئي تطرق فيها إلى مختلف الشؤون الداخلية والخارجية وقال بخصوص الاتفاق النووي: “التفاوض حول الاتفاق النووي كان خطأ، وأنا شخصيا قد أخطأت في مجال المفاوضات، ونتيجة لإصرار السادة (مسؤولين في النظام)، كنت سمحت بخوض هذه التجربة، إلا أنهم (المفاوضون) تجاوزوا الخطوط الحمراء، واعترف لي رئيس الجمهورية قائلا، لو لا القيود التي وضعتها أنت، لقدمنا المزيد من التنازلات”.
ولكن سرعان ما حذفت وسائل الإعلام الإيرانية يوم أمس ما جاء في خطاب خامنئي بخصوص تقبله مسؤولية “خطئه في السماح لبدء المفاوضات النووية”، دون تقديم أي إيضاحات بهذا الخصوص.
الحد من الضغوط على الرئيس الإيراني
ويرى مراقبون أن خامنئي تحمل مسؤولية المفاوضات لكي يحد من الضغوط التي تمارس في الداخل ضد الرئيس الإيراني حسن روحاني والتي تحمله مسؤولية إعادة العقوبات على إيران، ولكن تم حذف هذا الجزء من الخطاب حتى لا يفهم منه وكأنه إعطاء ضوء أخضر للانسحاب من الاتفاق النووي في الوقت الذي تحاول طهران الاحتماء بالاتحاد الأوروبي للحد من تداعيات إعادة العقوبات على إيران.
وكانت القوى العظمى أبرمت مع إيران في فيينا في عام 2015 وبعد 22 شهرا من المفاوضات المكثفة، اتفاقا حول البرنامج النووي الإيراني بهدف ضمان طبيعته السلمية، مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران بشكل تدريجي وقبل بدء المفاوضات بدأت اتصالات سرية وتبادل رسائل بين طهران وإدارة أوباما، وعلى إثرها تم إعطاء علي خامنئي الضوء الأخضر للتفاوض مع دول (5+1) بما فيها الولايات المتحدة الأميركية ووصف المرشد موافقته على التفاوض بـ”المرونة الشجاعة”.
ولكن منذ أن دخل الرئيس الأميركي ترمب البيت الأبيض، أكد مرارا نيته الانسحاب من الاتفاق النووي وفي الثامن من مايو نفذ وعده فانسحبت أميركا من الاتفاق النووي الإيراني وحينها وصف الرئيس الأميركي الاتفاق بـ”الكارثي”، وقال في كلمة متلفزة ألقاها في البيت الأبيض “أعلن اليوم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني” الذي وقع مع القوى الكبرى العام 2015.
لا تقلقوا.. لا أحد يستطيع فعل شيء
يشار إلى أن خامنئي قال بأحد خطاباته في الأسابيع الماضية، تم نشره لاحقا بالتزامن مع سريان العقوبات: “لا تقلقوا على الإطلاق فيما يتعلق بوضعنا. لا أحد يستطيع فعل شيء”.
وبالمقابل دفعت العقوبات، التي فرضتها واشنطن، البنوك والكثير من الشركات حول العالم إلى خفض تعاملاتها مع إيران بالفعل، وتعهد الرئيس الأميركي، دونالد #ترمب، الثلاثاء، بمنع الشركات التي لها معاملات تجارية مع إيران من التعامل مع الولايات المتحدة.
وكان ترمب أكد في تغريدة له، أن العقوبات الجديدة، التي كانت قد رفعت بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015 “هي العقوبات الأشد صرامة على الإطلاق”.
ونددت إيران بإعادة فرض العقوبات تماشياً مع قرار ترمب بالانسحاب من الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي.
المصدر: دبي – مسعود الزاهد- العربية