المركز الصحفي السوري
أحمد صباح
يصادف منتصف شهر آذار من كل عام, مناسبة يحتفل فيها السوريون الذي انخرطوا في صفوف الثورة, بذكرى انطلاقتها الأولى ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد, والتي انطلقت شرارتها الأولى من درعا على شكل تظاهرات عارمة عقبت اعتقال قوات النظام لعشرات التلاميذ على خلفية كتابات معادية لحكم الأسد على الجدران, وتعذيبهم واقتلاع اظافر بعضهم.
بعض الناشطين وظّفوا تلك المناسبة, للترويج لمطالبهم الثورية, حيث انتشر بشكل واسع (هاشتاغ) بعنوان: (ارفع علم ثورتك) . في اشارة الى علم الثورة ذو اللونين الأخضر والأسود والنجوم الثلاثة. ليوصلوا رسالتهم الى الفصائل المقاتلة, لتتوحد تحت راية الثورة وشعاراتها الأولى.
كما حاول ناشطون وسياسيون من الخارج والداخل الترويج لفكرة (الموجة الثانية للثورة ) حيث لاقت الفكرة استحسان البعض ورأوا فيها تجديداً وتطهيراً لما شابها على المستوى السياسي من فساد و محسوبيات.
وبالمقابل تعرضت لهجوم وسخرية من شريحة واسعة من ناشطي الداخل, ورأوا فيها ترسيخاً للخلافات السياسية القائمة, ومحاولة أخرى لاختطاف الحراك.
بعض الهيئات والمنظمات الشبابية جعلت من تلك المناسبة فرصة للتعبير عن رؤيتها لواقع الفصائل المقاتلة, والمناطق المحررة, من خلال اعمال مسرحية مثل: (عائلة تحت الصفر), أو توثيقية مثل الفيلم الوثائقي (الطلق الكاذب ) والعملان لتجمع شباب سراقب قدما في صالات المراكز الثقافية عدا عن الاحتفاليات الغنائية والمحاضرات التي حفلت بها تلك الذكرى.
وتعتبر اللافتات واللوحات الكرتونية والكتابات على الجدران من أوسع الوسائل انتشارا, وأقلها تكلفة, وأيسرها ايصالا للرسالة.
يقول (أبو عروبة )ناشط من التجمع الوطني لأحرار حماة :”قمنا بعمل مفرغات وانطلقنا إلى بلدات حماة المحررة ونقاط الرباط, وزينّا الجدران المدمرة من قبل طيران النظام بعلمنا, كما رفعنا اللافتات التي تبث روح الأمل بأن الثورة لا تموت, وأنها باتت بالنسبة لنا أسلوب حياة “.
بالمقابل اعتبر بعض الناشطين أن كل ذلك لا يجدي الثورة نفعا مستندين إلى أنها مجرد شعارات وأقوال, ونحن بحاجة لأعمال “قبل أن ترفع علم ثورتك تحلى بأخلاقها, الثورة أفعال وليست شعارات وصور “كتب أحد الناشطين على صفحته. وبعضهم تناول الموضوع بسخرية:” يعطيكن العافية, خلصنا احتفال بعيد الثورة, كل واحد يرجع لشغله, ومنشوفكن السنة الجاي, تبقى طلوا, موبس بالعياد” .
أما عن الفصائل المقاتلة فلم يكن لها أو لإعلامييها ذلك التفاعل الكبير مع المناسبة, عدا عن حالات التعاطف والتضامن بشكل نسبي يتراوح من فصيل إلى آخر, حسب رؤية كل فصيل ونظرته للحراك الثوري وتجلى ذلك في رفع الكثير منهم لعلم الثورة على صفحاتهم بدل رايات فصائلهم.
وفي الطرف الآخر قامت صفحات مؤيدة للنظام بالاستهزاء بالثورة وناشطيها, وبمستوى أخلاقي منحدر. تقول إحدى الشبكات المؤيدة: :” ريتها كانت باطلة ومحولة هديك الساعة صار عمركن أربع سنين يا بقر, بالله خبرونا شلون طعم الحرية النقطة يلّلي أكلتوها, ولو يطلع بإيدكن بتطعموها لكل البلد”.
ويذكر أن الثورة بدأت على شكل مظاهرات سلمية في عام 2011, وبعد انشقاق جنود وضباط من الجيش النظامي, وتشكيل الجيش الحر الذي كان هدفه بداية حماية المتظاهرين, وبعد انخراط العديد من المدنيين الثوريين في صفوفه, وإمعان النظام في قمعه للمدن الثائرة تحولت المعارك إلى معارك سيطرة على الجغرافيا, حيث تفاوتت خلال السنوات الأربعة المساحات التي يسيطر عليها الثوار بين مد وجزر, تخللها صراعات إيديولوجية بين بعض الفصائل ما أفقد الثورة بريقها الأول, وخلق نوعا من التشويش الفكري على حاضنتها الشعبية.
وهذا ما دفع بعض الناشطين لاختيار العبارات التالية موضوعا للافتتهم في محاولة لإعادة الامل والزخم للثورة:” سنعيش الثورة وكأنها ستدوم امدا ونعمل لما بعدها وكأنها منتصرة غدا”.
المركز الصحفي السوري – أحمد صباح