في أول زيارة له منفردا إلى الشرق الأوسط الأربعاء، عقد جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكبير مستشاريه اجتماعات منفصلة مع قادة إسرائيليين وفلسطينيين، في مسعى لإحياء جهود السلام في المنطقة.
وتهدف تلك الاجتماعات إلى إرساء قواعد لاستئناف المفاوضات لأول مرة منذ ثلاث سنوات.
ووصل كوشنر -وهو مطور عقاري قليل الخبرة بالدبلوماسية الدولية ومفاوضات السلام- إلى إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، في زيارة تستغرق نحو عشرين ساعة.
ومساء الأربعاء التقى كوشنر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن “اللقاء بحث كافة القضايا بشكل واضح ومعمق، حيث تطرق إلى قضايا الوضع النهائي كافة، كقضية اللاجئين والأسرى”.
وأضاف أن عباس “أكد خلال اللقاء على مبدأ حل الدولتينلإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 19677”.
كما جدد الرئيس الفلسطيني -بحسب أبو ردينة- “التزامه بتحقيق السلام العادل والشامل، القائم على قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية”.
وقبل توجهه إلى رام الله، اجتمع كوشنر -الذي تربطه علاقة ممتدة بنتنياهو- ورئيس الوزراء الإسرائيلي لنحو ثلاث ساعات ونصف الساعة، وفق ما أوردته وكالة أسوشيتد برس الأميركية للأنباء.
وأعلن البيت الأبيض -الذي تجنب الغوص في مضمون الاجتماعات- أن كوشنر أجرى اجتماعا “مثمرا” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة القدس، حيث جددا التزامهما بالمضي قدما في تحقيق “هدف الرئيس ترمب بسلام حقيقي ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وإضافة إلى كوشنر، شارك في الاجتماع مع نتنياهو عن الجانب الأميركي كل من مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات والسفير الأميركي الجديد في إسرائيل ديفيد فريدمان.
وأوضح البيت الأبيض أن المشاركين في الاجتماع أقروا بأن بناء السلام “يستغرق وقتا”، إلا أنهم شددوا على ضرورة “إيجاد بيئة ملائمة” للتوصل إليه.
وقال نتنياهو لكوشنر في تسجيل فيديو قصير نشره مكتب رئيس الوزراء “هذه فرصة للسعي لتحقيق أهدافنا المشتركة المتعلقة بالأمن والازدهار والسلام”.
وخلال وجوده في إسرائيل، زار كوشنر منزل أسرة الشرطية الإسرائيلية التي قتلت الجمعة في هجوم نفذه فلسطينيون.
ومُنع الصحفيون من تغطية الاجتماعات، ولم تُمنح لهم فرصة لتوجيه أسئلة إلى كوشنر.
ويحاول غرينبلات مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط وكوشنر التوسط لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين المجمدة منذ انهيار المحادثات التي قادتها الولايات المتحدة في 20144.
ويهدف غرينبلاب وكوشنر إلى بناء الثقة بين الجانبين ويتوقع أن يكررا الزيارة مرات عدة في الأشهر المقبلة أثناء بحثهما عن “اتفاق سلام تاريخي”، بحسب مسؤول في البيت الأبيض.
الجزيرة