هاشتاغ يحرج العالم وينتقد صمته لإيجاد حل للأزمة السورية المتفاقمة منذ ست سنوات، بسبب استمرار نزوح الآلاف من السوريين في اتجاه الحدود التركية.
خذلان السوريين كان هو العنوان الأبرز للنقاشات على موقع تويتر، فالمغردون ضمن هاشتاغ “#كلهم_خذلونا” انتقدوا الصمت العالمي وتخاذله عن نصرة الشعب السوري.
دمشق – “ترى لو كنت يا #محمود_درويش بيننا بأي الكلمات ستكتب حكاية سوريا، أم أن الصمت سيكون سيد الموقف!”. وتساءلت مغردة على تويتر ضمن هاشتاغ بعنوان “كلهم خذلونا” حيث تصدر قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا عربيا بعدد تغريدات تجاوز 76 ألف تغريدة.
ويهدف الهاشتاغ إلى إحراج العالم وإخراجه عن صمته لإيجاد حل للأزمة السورية المتفاقمة منذ ست سنوات.
كما راج استخدام هاشتاغ #حلب و#الحدود_التركية و#التغريبة_السورية، على موقعي فيسبوك وتويتر بسبب استمرار نزوح الآلاف من السوريين في اتجاه الحدود التركية.
ونشر مغردون مقاطع فيديو تظهر مشاهد مؤلمة لنزوح الآلاف من العائلات من ريف حلب الشمالي، مؤكدين أن “أبواب الأصدقاء والأعداء أُغلقت في وجوههم”. وقال معلقون إنها “هدية خاصة لمؤتمر المانحين”.
وطالب المغردون المجتمع الـــدولي والحكومات العربية بإنهاء معاناة الشعب السوري، مشبهين صور السوريين العالقين عند الحدود التركية بموجات النزوح التي شهدها العالم إبان الحرب العالمية الثانية.
واعتبر المغردون تواصل نزوح السوريين تهجيرا قسريا ومحاولة لتغيير الخارطة الديمغرافية لسوريا.
كما وجهوا انتقادات لاذعة للنظام السوري وحلفائه، قائلين إنهم تذرعوا بالمفاوضات في جنيف ليستمروا في قصف المدنيين وفرض سيطرتهم على الوضع الميداني في سوريا.
ووفق مغردين فالمخططات الروسية الإيرانية يقابلها ارتباك في المواقف الدولية، حيث ظهرت واشنطن بموقف المتراجع أمام التوسع الروسي في سوريا.
كما وصف الموقف العربي بـ”المتخاذل” بينما وصف موقف تركيا بـ”المحير”.
وقال معلق “روسيا تقصف من السماء وإيران تقصف من الأرض وداعش يمهد الطريق ونحن جمهور العرب نتفرج على الدماء #كلهم_خذلونا #سوريا_تغتصب”.
وكتب آخر “إلى حكام وحكومات العرب، صاح السوريون كلهم خذلونا.. وللأسف كلامهم صحيح وصيحتهم موجعة”.
وفي هذا السياق غرد أحدهم “منذ سنوات والعرب يتذوقون حلاوة الجبن من سوريا واليوم الشعب السوري يتذوق مرارة الجُبن من العرب”.
وانتقد مغردون “اللئام” الذين تكالبوا على الثورة السورية.
وكتب معلق “هل عرفتم مدى الضرر الذي جلبه داعش والنصرة ورموزهما من أمثال عبدالله المحيسني الذي انخرط في “الجهاد” على الثورة السورية ثم تقولون لماذا خذلونا؟”.
وكان المحيسني أثار جدلا واسعا حين أكد مغردون أنه “فيما العالم يتكالب على ثورتنا المحيسني منشغل بترويج إصدارات القاعدة عن أحداث 11 سبتمبر”.مؤكدين “#اطردوا_اللئام_من_ثورتنا”.
وكتب مغرد “الكتائب الإسلامية في سوريا عملت بمنطق القاعدة ولم تعمل بمبادئ الثورة التي سالت الدماء من أجلها وهو ما أدى إلى الوضع السوري الراهن”.
وقال آخر “تفرقت الكتائب الإسلامية تحت 100 فصيل ولواء وتنازعت على أتفه الأمور رغم بحار الدماء وهو ما أدى إلى #التغريبة_السورية وسيؤدي إلى فتنة أعظم”. وكتب الإعلامي السوري موسى العمر “قهر الرجال، هنا سوريا التي ما خذلت قط من طرق بابها… اليوم تُخذل”.
ونشر معلقون صورا حزينة تظهر تبعات الصراع في سوريا. وأكد مغرد “لا اعتذار عن الصور القاسية إنهم فلذات أكبادنا، أرواحنا، فـ#كلهم_خذلونا”.
واعتبرت إعلامية سورية “كلهم خذلونا لأن سوريا لم ترضخ، رغم الدبابات والطائرات الحربية والسلاح الكيماوي والألغام وحصار الجوع والتعذيب حتى الموت والاغتصاب”.
من جانب آخر طالب مغردون بتوفير السلاح النوعي للمقاومة السورية لأن منعه “جعل روسيا تقتل الشعب السوري وتدمر مدنه بشكل يذكر بما فعل هتلر ضد روسيا”.
وتساءل مغرد “ماذا تنتظرون؟ لم نطالبكم بمقاتلين، طالبنا بمضادات طيران”.
وكتب أحمد رمضان عضو الائتلاف السوري المعارض “بوتين (الرئيس الروسي) يقتل دفاعا عن الأسد، وأوباما يمنع سقوطه، وإيران ترتكب الجرائم لأجله، وحلفاء الثورة يمنعون السلاح النوعي عنها.. كلهم خذلونا”.
يذكر أنه منذ منتصف مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة العنف.
ودخلت الأزمة منعطفا جديدا، عقب دخول روسيا الحرب مع النظام، وتقول موسكو إن التدخل “يستهدف مراكز تنظيم داعش” الأمر الذي تنفيه عواصم غربية، وقوى المعارضة السورية.
صحيفة العرب