دعا مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية واشنطن “التي قل نفوذها بسوريا كثيرا” إلى تقديم معونات مالية وتسهيلات قانونية للجوء الضباط والمسؤولين الراغبين في الانشقاق من النظام السوري، واصفة ذلك بأنه وسيلة فعّالة للضغط على دمشق لإنهاء الحرب بأسرع وقت.
وقال الكاتب محمد علاء غانم في مقاله بالصحيفة إن السخط وسط العلويين أنفسهم وكذلك الدروزوالأقليات الأخرى قد ارتفع إلى مستوى لم يبلغه منذ 2012، عندما انشق العشرات من كبار الضباط والمسؤولين من النظام. وأضاف أنه وفي الصيف الماضي برزت توترات عندما اندلعت معارك بين القوات الإيرانية المساندة للنظام وأهالي بلدتين علويتين خارج مدينة حماة.
وأشار إلى أنه ومنذ قيام الثورة السورية، انشق حوالي 3000 يعيش أغلبهم في معسكرات اللجوء بتركياوالأردن حيث يمارسون أعمالا هامشية أو يعتمدون على الدولة المضيفة أو المعارضة السورية ضعيفة القدرات في الحصول على ما يسد رمقهم، وعلق بأن هذا الوضع لا يشجع من يفكرون في الانشقاق، خاصة كبار الضباط الذين يمكنهم المساعدة على فرض حلول سياسية.
الصد والتجاهل
وقال الكاتب إنه يعرف شخصيا أن نوابا للرئيس بشار الأسد يمكن أن ينشقوا إذا قُدمت لهم التسهيلات المذكورة، وأضاف أنه وفي العام 2012 تواصل مسؤول بنظام الأسد مع الجالية السورية بمدينة واشنطن، وكان مستعدا للانشقاق ويرغب في الحصول على مساعدة، لكن وزارة الخارجية الأميركية ردت عليه بأن يتبع الطرق العادية في الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة، مما دفعه للتخلي عن فكرة الانشقاق.
“محمد علي غانم:إذا تخلت الأقليات السورية عن النظام بأعداد كبيرة، فسيفقد الصراع كثيرا من طابعه الطائفي الخطر وستزداد فرص التحوّل السياسي المستقر”
وذكر الكاتب حادثة أخرى لضابط علوي كبير كان يحاول معرفة ما إذا كانت واشنطن ستدعمه إذا تخلى عن منصبه، مشيرا إلى أن هذا الضابط كان بإمكانه تحريض الموالين له ضد النظام إذا حصل على مساعدة، لكن واشنطن تجاهلته.
ومع ذلك أقر الكاتب بأن إدارة الرئيس باراك أوباما ظلت تتصل سرا بمسؤولين سوريين كبار طيلة سنوات لتشجيعهم على الانشقاق، لكن تلك الاتصالات كانت مقصورة على نطاق ضيق وعلى مسؤولين كبار فقط ولم تتضمن تقديم حوافز ملموسة. وأوضح أنه ولكي تكون هذه الوسيلة مثمرة، يجب على واشنطن أن تقدم مساعدات كبيرة للضباط والمسؤولين الأقل رتبا أيضا.
لجوء ومرتب
واقترح تقديم لجوء مؤقت ودفعتين من المساعدات المالية الأولى تُقدم للمنشقين فور تخليهم عن النظام، وبعد ذلك مرتب شهري ببضعة آلاف من الدولارات، وقال إن هذه مساعدة ليست بالقليلة، لكنها لا تساوي كثيرا إذا ما قورنت بالثلاثة مليارات دولار التي تنفقها واشنطن على الحملة ضد تنظيم الدولة.
وأشار الكاتب إلى ضرورة الحفاظ على السرية، لأن هناك من لهم أسر لا تزال تعيش في سوريا. وأوضح أن النظام السوري يخشى الانشقاقات كثيرا، ولذلك وضع أجهزة مخابراته في المراقبة الوثيقة لضباط الجيش.
وتحدث الكاتب عن أهمية إعلان أميركا أن الأسد لن يستمر في السلطة، وقال إن الحديث عن استمراره ولو لـ13 شهرا على الأقل (ما يتردد حاليا) سيعطي رسالة لمن يرغبون في الانشقاق الآن أن يتريثوا.
ولم يغفل الكاتب القول إن تشجيع الانشقاق لا يمثل كل الحل للحرب في سوريا، وأشار إلى أن التدخل العسكري الروسي أقنع كثيرين من نخبة العلويين بأن الأسد لن يسقط أبدا، بالإضافة إلى التأكيدات التي ترسلها إيران بدعم العلويين.
وختم الكاتب مقاله بالقول إنه إذا تخلت الأقليات السورية عن النظام بأعداد كبيرة، فإن الصراع سيفقد كثيرا من طابعه الطائفي الخطر وإن فرص التحوّل السياسي المستقر ستزداد.