عقد رؤساء روسيا وإيران وأذربيجان، اجتماعا ثلاثيا في العاصمة الأذربيجانية باكو، الاثنين، اهتم بقضية اقتصادية بالغة الأهمية، وهي مشروع ممر دولي يصل الشمال بالجنوب، ويكون منافسا لقناة السويس المصرية.
وبحسب ما نشرته وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، فإن فلاديمير بوتين وحسن روحاني وإلهام علييف، ناقشوا في القمة الثلاثية القضايا السياسية، إلا أنهم اهتموا بقضية الممر المائي الدولي موضحين أن الهدف الرئيس للقمة، هو دراسة المشروع.
ويتوقع أن يصل طول الممر إلى 7200 كيلومتر، ليربط شمال أوروبا بالهند، والخليج العربي عبر إيران، وروسيا وأذربيجان.
ونقلت الوكالة الإيرانية شبه الرسمية عن وزير الخارجية الإيراني، قوله إن هذا المشروع سيخدم مصالح شعوب إيران وأذربيجان وروسيا، ومصالح المنطقة بأسرها، وفق قوله.
يشار إلى أن خارطة هذا الممر كانت قد وضعت عام 2000 من قبل إيران والهند وروسيا، إلا أن الحظر المفروض على كل من طهران وموسكو حال دون إتمام بناء الممر.
وروّج ظريف عبر وكالة الأنباء الروسية الرسمية، أن “ممر النقل لن يخدم فقط مواطني الدول الثلاث، (إيران، روسيا، أذربيجان)، وإنما سيُصبح أيضا على الأرجح أحد أفضل وأرخص الطرق من آسيا إلى أوروبا، ما سيُمكن الدول في أوروبا وروسيا من الاتصال عبر الخليج وخليج عمان بطريقة اقتصادية”.
وكان الإعلامي السعودي المعروف، عبد الرحمن الراشد، علّق على الممر الدولي لإيران وروسيا، قائلا إنه مشروع “خيالي”.
وأكد في حديثه في وقت سابق لـ”عربي21” أن تنفيذ هذا المشروع يكتنفه كثير من الصعوبات، التي تتمثل في المسافة الكبيرة التي تقدر بنحو ألف كيلومتر، بالإضافة إلى التكلفة العالية، والتضاريس الصعبة، مؤكدا أن المشروع يعد “مغامرة بيئية خطيرة على إيران”.
يشار إلى أن مشروع “ممر الشمال-الجنوب” يتكون من خطوط بحرية وبرية وسكك حديد ويضمن نقل البضائع من روسيا عبر أوروبا إلى البحر الأبيض المتوسط، ومنه عبر قناة السويس إلى الهند التي تعود لترتبط بروسيا عبر البر.
وتم اختبار نقل بضائع من الهند إلى باكو وأستراخان عبر ميناء بندر عباس عام 2014، وأشارت النتائج إلى أن تكاليف النقل تقلصت بمقدار 2500 دولار مقابل كل 15 طن، إضافة إلى أنه استغرق أربعة عشر يوما، مقابل أربعين يوما عبر قناة السويس.
صالح محمد – عربي 21