قال عمانويئيل نافون، الكاتب الإسرائيلي في صحيفة مكور ريشون، إن “اتفاق البريكزست لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون سيئا لها، ومقلقا لإسرائيل، صحيح أن هذا خيار سيئ، لكن البدائل عنه ستكون أكثر سوءا، ورغم أن إسرائيل سيكون لديها العديد من الطرق للوصول إلى بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي، لكن انفراط عقد الاتحاد بخروج بريطانيا منه ستكون آثاره أكثر سلبية”.
وأضاف نافون، الباحث في معهد القدس للدراسات الاستراتيجية، في المقال الذي ترجمته “عربي21“، أن “الكرة موجودة اليوم بين يدي رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، ويبقى السؤال: كيف ستكون آثار ذلك على إسرائيل؟ مع أن خلافاتها في الآراء مع الاتحاد الأوروبي، والانتقادات المتبادلة بينهما، جعلت الكثير في إسرائيل يبدون ترحيبهم بقرار بريطانيا الخروج من الاتحاد”.
وأوضح أنه “إذا كان لإسرائيل علاقات صداقة وثيقة مع عدد من الدول الأوروبية، فإن عاصمة الاتحاد بروكسل تصدر مواقف معادية لها، ما يطرح السؤال: هل من مصلحة إسرائيل تفكّك الاتحاد الأوروبي أم بقاؤه قائما، مع أن نتيجة البريكزيت ستوفر إجابة كافية لمن يطرح هذه التساؤلات، فالشروط السيئة للانسحاب البريطاني من الاتحاد كفيلة بعقد انتخابات برلمانية مبكرة فيها، قد تأتي بزعيم حزب العمال جيرمي كوربين”.
وأشار نافون، المحاضر بجامعة تل أبيب، والخبير في معهد هرتسيليا متعدد المجالات، إلى أن “كوربين سيعمل على تخريب الاقتصاد البريطاني، ويقر سياسة المقاطعة ضد إسرائيل، في ظل أن الحكومات البريطانية المحافظة كانت تاريخيا صديقة لإسرائيل، وصاحبة تأثير قوي في الاتحاد الأوروبي، صحيح أن لإسرائيل مشاكل مع بروكسل عاصمة الاتحاد، لكن تبعات الخروج منه لا يعني أنه يخدم المصلحة
الإسرائيلية”.
وأكد أن “اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيئ، في ظل التبعات الاقتصادية السيئة على بريطانيا، لأن الاتحاد وقع معها عدد من الاتفاقيات، وبموجب الانسحاب منه ستضطر لإلغائها، ما سيتسبب بأضرار اقتصادية عليها داخليا، فضلا عن اتفاقيات أمنية أيضا، وهناك العديد من القضايا والتفاصيل التي لا تهم المواطن الإسرائيلي كثيرا، لكنها كفيلة في مجموعها أن تحدث تمردا داخل الحزب الذي تقوده ماي حاليا”.
وأشار إلى أن “حزب المعارضة الرئيسي -وهو حزب العمال- سيصوت ضد الاتفاق، وسيكون من الصعوبة على ماي أن تجند المزيد من أصوات العارضة للتصويت لصالحه، ومن المتوقع أن يصوت البرلمان البريطاني عليه في أواسط ديسمبر الجاري”.
وأكدت أن “كل ذلك سيؤثر على استقرار الأسواق المالية، وهناك احتمال أن يتم رفض الاتفاق، أو تأجيله، أو إجراء استفتاء شعبي في بريطانيا من جديد، وربما تنسحب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق معه، ما سيؤدي إلى فوضى اقتصادية؛ بسبب عدم اتضاح طبيعة العلاقات الاقتصادية بين بريطانيا وباقي دول الاتحاد الأوروبي الـ27”.
وختم بالقول إن “خسارة ماي في التصويت على الاتفاق سيعمل على التسريع بإجراء الانتخابات البرلمانية، وهناك احتمال كبير بأن يفوز حزب العمال المعارض بقيادة كوربين، وهو ماركسي راديكالي، مع خلفية اقتصاديةـ وذهنية معادية لإسرائيل، ما سيعني ترتب أضرار وتبعات سيئة وسلبية عليها”.
عربي 21