النقير تلك القرية الطيبة ذات التراب الطيب أقصى الجنوب من محافظة إدلب تتموضع على تلال منبسطة تحيط بها أشجار التين والزيتون التي سقتها دماء الشهداء والتي استباحتها روسيا والنظام لتقتل أطفالها وشبابها.
عمدت قوات النظام منذ بداية اندلاع الثورة في سوريا على تدمير القرى والبلدات والمدن كورقة ضغط على الثوار والمدنيين من أجل إيقاف الثورة التي جلبت لهم الويلات و الشعب السوري عانى مجازر وإعدامات ميدانية منذ عام 1979 وحتى 1982 لتصبح سوريا مظلمة وتدخل حقبة من الظلم والاستبداد ومنهج العبودية فجاءت ثورات الربيع العربي الذي أزهر في بعض منها وتأخر إزهار البعض الآخر.
قامت قوات النظام بتركيز قصفها على قرى لم يعرف أهلها لماذا كل هذا التركيز في القصف ليقفوا حائرين متسائلين ماهو السبب هل نحن إرهابيون….تقول إحدى النسوة النازحات من قرية النقير حتى هذه اللحظة لاندري ولانعلم لماذا تقصفنا الطائرات الروسية ويقول ناشطون أن القصف استمر على هذه القرية ولم ينقطع منذ بداية الثورة علما أنها لاتحوي أية مقرات لكتائب الثوار فأهلها منهمكون في الزراعة وتربية المواشي وتعليم أطفالهم الذين دمرت مدرستهم ظهر اليوم الثلاثاء.
ويذكر أهالي القرية أن النظام قصفهم براجمات الصواريخ من حواجز ريف حماة الشمالي وصواريخ باليستية من البارجات الروسية في البحر المتوسط والفوسفور الأبيض وحمم النابالم فضلا عن مئات الغارات الجوية التي دمرت نصف منازل القرية وهجرت أكثر من 80% من أهلها.
رغم أن القرية صغيرة بأبنيتها وعدد سكانها إلا أنها كبيرة بتضحياتها وآلامها فقد أكد ناشطون أن الطائرات الروسية وراجمات صواريخ النظام قتلت 34 شخصا وجرحت الكثير ومنع النظام طلاب مدرستها الصغيرة من السير إلى مدرستهم وتلقي تعليمهم فعمد الأهالي على حفر مغاور في الصخر لتحميهم من الطيران وليعلموا أبناءهم حروف اللغة العربية, إلا أن روسيا قصفت المغارات بالصواريخ الارتجاجية ليطبق الصخر على اللحم والعظم ويئن الأب الصبور وتنهار دموع الأم الحنونة حزنا على محمد الذي قتلته روسيا بطائراتها بعدما اختبأ مع أسرته الفقيرة في قبرهم الذي صنعوه بأيديهم.
وتبقى النقير رغم جراحها التي أثقلت كاهلها رمزا للشهداء فقد قتل حافط الأسد منها عام 1982 بتهمة الإخوان المسلمين واعتقل منها شبابها الذين لم يروا النور بعدها في معتقل تدمر فأصبحت بنت الشهيد وأنجبت بعدها رجالا ليعود ابن القاتل ويقتل رجالها وتصبح بنت الشهيد وأم الشهيد.
المركز الصحفي السوري — خاطر محمود






