أعلن رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم عن إطلاق مبادرة تمويل جديدة لتقديم قروض ميسرة بقيمة مليار دولار لكل من الأردن ولبنان بهدف تلبية حاجات اللاجئين السوريين خلال العام المقبل.
وأشار جيم -في تصريح للجزيرة- إلى أن المفوضية الأوروبية وثماني دول تعهدت بتقديم هذا المبلغ في اجتماع للمانحين ترأسه البنك الدولي والأمم المتحدة والبنك الإسلامي لمساندة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكد أن البنك يعمل على تمكين الأردن ولبنان ليس لرعاية اللاجئين فحسب بل لإرساء أسس نمو اقتصادي أفضل مستقبلا.
كما أكد رئيس البنك الدولي أن البنك يواصل مساعيه لتأمين قروض ميسرة بقيمة خمسة مليارات دولار للسنوات الخمس المقبلة للأردن ولبنان.
وأضاف أن المؤسسة الدولية حصلت حتى الآن على 140 مليون دولار من المنح ومليار دولار من القروض الميسرة وخمسمئة مليون دولار كضمانات لدعم البلدين.
مخيم للاجئين السوريين في البقاع اللبناني (الجزيرة-أرشيف) |
يشار إلى أن دول الجوار السوري -ومن بينها الأردن ولبنان- التي تعاني أصلا مشاكل اقتصادية تواجه منذ بداية الأزمة السورية في 2011 أعباء جديدة لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين.
ووفق تقرير حكومي أردني صدر نهاية الشهر الماضي، تقدر تكاليف الأعباء الصحية المقدمة في القطاع العام الناجمة عن تدفق اللاجئين السوريين بـ2.01 مليار دولار منذ بداية اللجوء السوري حتى نهاية العام الماضي.
وأكد التقرير -الذي أطلقه المنسق الحكومي لحقوق الإنسان برئاسة الوزراء باسل الطراونة- أنه تم تقديم الخدمة الصحية إلى أكثر من مليوني لاجئ سوري في المرافق الصحية التابعة لوزارة الصحة منذ بداية الأزمة حتى نهاية عام 2015.
وتقول الحكومة الأردنية إن أعداد اللاجئين السوريين الموجودين على أراضي المملكة بلغت نحو 1.3 مليون لاجئ، وهو ما يعادل 20% من عدد سكان الأردن، في حين بلغ عدد المسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين 660 ألف لاجئ، 12% منهم فحسب يقيمون في المخيمات.
وفي مطلع العام الجاري أفادت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بأن نصف اللاجئين السوريين في دول الجوار لم تتم تلبية احتياجاتهم الأساسية، وطالبت في نداء أطلقته في ألمانيا بتوفير 8.4 مليارات دولار من أجل مساعدة قرابة 18 مليون شخص في سوريا والمنطقة كلها خلال العام 2015.
وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس حينها إن الأمم المتحدة تواجه أسوأ أزمة إنسانية، مشيرا إلى أن ثمة 3.8 ملايين لاجئ سوري في الخارج، وما لا يقل عن تسعة ملايين نازح داخل سوريا.
يشار إلى أن ما لا يقل عن 3.7 ملايين شخص نزحوا من سوريا جراء الصراع القائم منذ نحو أربعة أعوام، بينهم 1.16 مليون في لبنان، إضافة إلى 1.6 مليون في تركيا، و233 ألفا في العراق.