تتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في إيران تحت حكم علي خامنئي، في وقت جاء قرار الكونغرس الأمريكي وبيان أغلبية برلمانيي المملكة المتحدة وأيرلندا في مايو 2025 ليزيدا من عزلة النظام ويعززا مقاومة الشعب الإيراني. هذان الإجراءان الدوليان، اللذان يدينان فساد النظام وقمعه، أبرزا هشاشته وألهما الاحتجاجات الشعبية ضد الفساد والاستبداد، وفقًا لتقرير تحليلي نشره موقع “يوراسيا ريفيو”. هذه التطورات تدفع المجتمع الإيراني نحو نقطة انفجار، حيث يرى الشعب في المقاومة أملًا للتغيير.
أزمات اقتصادية واجتماعية مدمرة
تضخم الغذاء: أدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى تدهور الأوضاع المعيشية. وفقًا للبنك الدولي، تجاوز تضخم الغذاء 40%، وبلغ 168% خلال الأشهر الثمانية الأولى من إدارة مسعود بزشكيان. فقد قفز سعر حبة الفول إلى 1750 ريالًا، وأصبحت اللحوم والألبان حلمًا بعيد المنال. وحذر موقع “خبر أونلاين” الحكومي من خطر التضخم ثلاثي الأرقام، مما يغذي السخط الشعبي الذي يجد دعمًا في المواقف الدولية ضد النظام.
أزمة الإسكان: بات امتلاك منزل مستحيلًا مع وصول سعر المتر المربع في طهران إلى 1.1 مليار ريال في مارس 2025، مما جعل فترة الانتظار لشراء منزل 580 عامًا، وفقًا لـ”عصر إيران”. وأشار مركز أبحاث البرلمان إلى انتشار أشكال مروعة من التشرد، مثل النوم في القبور أو السيارات، نتيجة فساد مافيا الإسكان المرتبطة بخامنئي.
تضخم الأدوية: ارتفعت أسعار الأدوية بنسبة 400% للمرضى ذوي الحالات الخاصة، مما يحرم الكثيرين من العلاج. وأفادت وكالة “إرنا” أن ارتفاع الأسعار يجبر ثلث العملاء على التخلي عن الوصفات، مما يفاقم معاناة المرضى ويزيد من الغضب الشعبي.
انقطاع الكهرباء: زادت حكومة بزشكيان انقطاعات الكهرباء إلى أربع ساعات يوميًا في مايو 2025، مع توقعات بتفاقم الأزمة في الصيف. وتثير هذه الانقطاعات احتجاجات واسعة، حيث ينشر المواطنون مقاطع فيديو غاضبة، بينما يُعزى السبب إلى استغلال الحرس الثوري للكهرباء في تعدين العملات المشفرة.
نقص المياه: أزمة المياه حولت الحياة إلى جحيم، حيث تعطلت الخدمات في طهران ومدن أخرى في أبريل 2025. وفي بلوشستان، يضطر السكان إلى استخدام مياه خطرة، وتصف وكالة “تسنيم” الوضع بـ”جحيم صيف 2025″.
الفقر المدقع: وصل خط الفقر إلى 470-500 مليون ريال شهريًا، ويُعتبر 90% من الإيرانيين فقراء، وفقًا لـ”أنديشه نو”. أجور العمال، التي لا تتجاوز 120 مليون ريال، أقل بأربع مرات من خط الفقر، مما يجعل الأجور أزمة وطنية.
مجتمع مدعوم دوليًا على وشك الانتفاضة
يؤكد تقرير “يوراسيا ريفيو” أن هذه الأزمات، إلى جانب قرار الكونغرس وبيان برلمانيي بريطانيا وأيرلندا، تجعل إيران على حافة انفجار اجتماعي. هذه المواقف الدولية تدين فساد النظام وتدعم المقاومة، مما يعزز عزيمة الشباب الثوري. الفساد الهيكلي يمنع خامنئي من حل الأزمات، بينما يقود الشباب الاحتجاجات نحو إسقاط النظام، معتبرين أن التحرر يكمن في اجتثاث هذا النظام الفاسد.