ألف بيير داكو كتابه ” المرأة بحث في سكولوجية الأعماق ” معتبرا أن السعادة المستقرة والوجود العميق هما وطنا المرأة، ويبحث الكاتب عن ماهية المرأة، فكثير من النساء يعرفن الأمور التي ستقال في هذا الكتاب ” المرأة بحث في سيكولوجية الأعماق “بيد أنهن لا يعلمن أنهن لا يعرفن ذلك .
ويرى المؤلف بأنه ملزم بأن يتحدث عن المرأة بدءاً من الرجل ويحاول أن يبين ما يمكن أن تكون المرأة في مقابل ما كف الرجل عن أن يكون، فنساء هذه الأيام أو النساء منذ بعض الزمن، هن الاستطاعة الخفية التى تقود العالم سواء كُنّ عبدات بيوت الحريم أو الخدور، أو عشيقات، أو زوجات أو أمهات أسر، فليس نظام الأبوة حتى ولو كان هادراً إلا مزاح بالنسبة إلى القوة الغامضة التى يتصف بها النوع الأنثوي.
الذكورية هى النزعه الفرديه، العدوان، العنف، الحروب، التفجر.. والأنثوية هى الأصاله، العمق، الاستقرار، الحكمه، العطاء، الإنسانيه ..هذا ما أكده المؤلف فى البدايه ليوضح كيف أن المرأه فى طريقها لانحطاط ذكورى (فقدانها لمعانى إنسانيه ساميه) إذا خاضت ونافست الرجل فى النزعات اللاإنسانية التى خلقها الرجل من خلال المجالات التى يتحكم فيها خارج المنزل.. أقول ليس الأمر في ما “اذا نافست المرأه” -لأ نها بلا شك تثبت جداره حتى فى نزعات مثل العدوانيه بفضل ذكائها وقوتها الداخليه- ولكن المشكله هى على أى صعيد ستعمل المرأه والهدف الحقيقى من ذلك دون أن تفقد ذاتها وإنسانيتها وبما يضمن تحررها!
وهذا ما كان يجب أن يتناوله المؤلف بدلا من الإشارة بأن المرأه عليها أن تلزم بيتها لمبررات سنكتشف كم هى واهيه … فالذكر على مر العصور طوع المرأة لخدمته فباسم الدين تاره يقرر أن مكانها البيت وتاره وعند الحاجه والعجز وباسم الدين أيضا عليها أن تعمل!!! و باسم التحرر والإنسانية كان عليها أن تعمل خارج المنزل والآن باسم التحرر أيضا يجب على المرأه ان تلزم بيتها!!
وإذا كان العمل خارج المنزل بهذا القدر من الحقارة والاانسانيه كما يصف المؤلف لماذا على المرأة وحدها ان تعتزله حفاظا على انسانيتها لماذا لا يعتزله الرجل حفاظا على إنسانيته؟!.. ولماذا لا يكف الرجل عن الحرب وارتكاب الجرائم والحقارات لتحل المشكله من الأساس؟
ثم إن الشعور بالدونيه لدى المرأه شعور ثقافى وليد العصور الغابره وسببه جشع الذكر وأنانيته وتملكه، ليس شعور طبيعى بل العكس تماما فالمرأه بداخلها شعور تلقائى بالتفوق والسيطرة.
ملخص الكتاب:
إن الرجل حين يعادى ويغضب فيقتل أمر طبيعى جدا .. بينما المرأه الكائن الحنون عندما يعادى أو يغضب أو يسخط ويتهكم فانه أمر غير محتمل ولا يطاق ويمكن وصفها بالشيطان … والمرأه التى تمتلك فكر خاص بها وثبات ورفض تعد مصابه بما اسماه المؤلف “ذهان هذائى” وعليها أن تكف عن العناد والتعبير عن ذاتها الغاضبه أحيانا، ليحيلوهن إلى دمى مطيعه بالتالى الى أشياء غير مؤذيه )) …
هذه هي سيكولوجيه المرأه من وجهه نظر الذكر ولا عجب فى ذلك حيث نرى المؤلف يتبع منهج فرويد الخرافى -بشأن المرآة- ولكن بشئ من الكياسه والتحضر والمصطلحات الخرافية الجديدة .
الحل الحقيقى فى أن يكف الرجل عن اعتناق الفكر المزدوج فى أباحه نفس الأفعال والمشاعر لجنس وتحريمها على الآخر.. فكلانا إنسان فاذا كان الغضب والكراهيه أمر ذميم إلى حد يجعل المرأه تبدو شيطانا -كما يصف- فانه أيضا أمر يجعل الرجل كذلك وعليه فكان يجب استنكار الفعل ذاته باعتباره شعور بشرى ذميم لا يليق بالجنس الإنسانى ذكورا وأناثا ..وأيضا لا توصف المرأه بالذهانيه لكونها ساخطه مستنكره ورافضه لازدواجيه فكر عنصرى وأكاذيب كهذه، والتى يعتبرها الذكر حقائق فطر عليها الكون.
بقلم : محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري