وعلـــى رغم أن أدب السجون لم يغطِ ظاهرة العنف الأسدي إلا قلـــيلاً، فإنه استطاع نسبياً تسليط الضوء على عنف النظام السوري، ليصل إلى حدود غير مسبوقة في عهد الأسد الأب، وما لبث هذا «العدوان» في عهد الابن أن وصل إلى حدود «اللامعقول» منذ اندلاع انتفاضة السوريين السلمية بداية الثورة لدرجة الشغف بتحويل ما هو حي إلى شيء غير حي، وبالتدمير من أجل التدمير».
في حالتَي الأسدين، الأب ووريثه، لم يأتِ بعد من يشرح بنيتهما الديكتاتورية لأسباب ما زلنا نعيشها حتى الآن، ومن العسير آنيّاً دراسة هذه الظواهر لأسباب عدة أولها: طُغيان الصراع السياسي الراهن، وليس آخرها تمايز الحضارات بين الشرق والغرب، مروراً بقلة وضعف المصادر البحثية ريثما تنقشع غمامة الصراع، ولكن بعض الإشارات التي انتشرت امتداداً لما وعيناه من أدب السجون، مع أنّه بمعظمه لم يكتب، وإنما انتشر بالتناقل، لا يمكن أن تغفل حجماً هائلاً من السادية والتدمير مارسه الأب على عموم الشعب السوري، وما زال الابن يمارسه قتلاً وتعذيباً وتنكيلاً بمعارضيه من كل تشكيلاتهم، وليس لدينا من المصطلحات العلمية لتفسير ما يمارسه شبيحتهما، الأقدمون منهم والحاليون سوى: «إرضاء المعلم» كما يرى كاتب المقال.
براء موسى. الحياة