وجّه الدكتور عبد الله المحيسني، القاضي العام لـ”جيش الفتح”، وأبرز داعية سعودي في سوريا، رسالة عتاب شديدة اللهجة إلى “العلماء، وطلبة العلم”، محمّلا إياهم مسؤولية انتشار التكفير، وتفرق الفصائل، بسبب عدم مجيئهم إلى الساحة السورية.
الشيخ المحيسني الذي لا زال يعاني من إصابته الأخيرة بقصف روسي، وخلال لقاء في برنامج “الشام في أسبوع”، مع الإعلامي طاهر العمر، قال إن “السؤال هو ليس أين المنظمات الحقوقية، ولا أين الأمم المتحدة، ولا أين الحكومات، لكن السؤال فقط هو أين العلماء؟”.
وأضاف: “أجيبوا أيها العلماء، هل الأحاديث التي حفظناها منكم عن الجهاد وفضله، وعن الشهادة وكراماتها، هي غير ثابتة؟ أم إنها صحيحة وأنتم زهدتم بالأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى”.
وخلال حديث موجه للدعاة والوعاظ من فئة الشباب، قال المحيسني: “أليس أول من حمل السلاح هو محمد عليه الصلاة والسلام”، وأضاف: “سترون أثركم في الساحة حال وصولكم، فوالله لنفير طالب علم واحد أحب إلينا من نفير ألف مجاهد صنديد”.
وتابع الدكتور المحيسني الذي لم يتجاوز الأربعين من عمره: “أسيادنا هذه الركب ثنيتها بين يديكم، وهذه جباهكم قبلتها، وسبب وصولي إلى هذا المكان هو أنتم، عندما كنت صغيرا كنت أجلس تحت كراسيكم، وكنت أحضر مبكرا لأنال شرف الجلوس عند أقدامكم”.
وأكمل قائلا: “والله نخجل عندما نحرر المناطق ولا نجد خطباء يخطبون، ونخجل عندما نقيم المحاكم ولا نجد قضاة، ويزيد خجلنا عندما نُدعى إلى إلقاء محاضرة ولا نجد محاضرين”.
وافترض الشيخ المحيسني الذي يترأس مركز “دعاة الجهاد”، مبررات قد يضعها العلماء، والدعاة لعدم الذهاب إلى سوريا، قائلا: “إن كنت تقول تمنعني ثغور الدعوة، فأنت تعلم أن هناك من سيعوض مكانك، فالعبد الفقير (المحيسني)، على سبيل المثال كان إماما وخطيبا ويلقي دروسا ومحاضرات”، وتابع: “لكني تنافست مع 40 طالب علم لاعتلاء منبر واحد، أما هنا فالمنابر تئن وتشتكي”.
وبرسالة شديدة اللهجة، قال المحيسني: “إن فشلت الساحة اليوم، فأكبر سبب لفشلها هو عدم نفير العلماء، وقد يقول أحد بعض العلماء أن سبب عدم مجيئهم هو تفرق الفصائل، فنقول له إن من أسباب تفرق الفصائل هو بعدكم عنها”.
وأضاف: “قد يقول آخر إن سبب عدم مجيئه يعود لعدم وجود قبول له بين المجاهدين، فأقول إنني أقل علما منكم، لكن بفضل الله أصبح لدينا قبول لأننا ننزل إلى المعارك، ونخالط المجاهدين عن قرب”.
المحيسني قال إن “من يمنعه الخوف من النفير، فهناك أكثر من 400 كم محرر، وهناك خطوط خلفية، فبإمكان الدعاة والوعاظ المكوث فيها، ونحن نأتي لهم بالمجاهدين وغيرهم ليستفيدوا من علمهم”.
وبرسالة تحذيرية، قال المحيسني: “إن لم تنفروا فلا تقولوا لماذا انتشر التكفير، والظلم، والتفرق، فغيابكم عن الساحة ساهم في زيادة هذه الأمور”.
يشار إلى أن الدكتور عبد الله المحيسني ناشد العلماء والدعاة عدة مرات سابقة للذهاب إلى سوريا، مشددا على حاجة المناطق المحررة لدعاة ووعاظ لنقص الشرعيين لدى الفصائل.
https://youtu.be/whXDbmlM8UQ
عربي21